الشخصيات السلبية في العمل

تلعب بيئة العمل دورا مؤثرا في تحديد مؤشرات أداء الإنجاز وأيضا تسهم في صناعة الطاقة الإيجابية التي تساعد على وجود أجواء الإبداع والزمالة وروح الفريق. هذه البيئة لا تأتي مصادفة أو ضربة حظ، بل من عمل منظم ومخطط له، لكن أحيانا تتوافر شخصيات سامة تفسد كل ما خطط له.
إن الوضع النفسي للعاملين في المنظمات له قدرة عالية على ضبط توازن منظومة العمل ولهذا ينظر إلى هذا البعد ـ في المنظمات المحترفة ـ بعين الأهمية، وعندما يكتشفون مصدر الطاقة السلبية عبر الشخصيات السامة، فإنهم سرعان ما يطفئون بداية شرر مصدر الطاقة وأحيانا يتم تعزيز الطاقة الإيجابية بوسائل جديدة كطوق أمني إيجابي.
هناك عديد من الممارسات التي تجعل بيئة العمل سلبية ومن مهمة القائد معرفتها لتجنبها. فمثلا التمييز بين الموظفين والتنمر. أيضا تداخل شؤون العمل مع الحياة الشخصية والتعامل مع مدير حاد أو متسلط. كما أن التعرض للانتقاد المستمر من قبل المسؤولين لكل صغيرة له تأثير سلبي تراكمي، وغيرها كثير. وهنا يأتي دور القائد الذكي الذي يبادر قبل أن تكبر كرة الثلج بمعالجة مصدر الخلل.
رغم أن المنظمات تنفق أموالا طائلة من أجل استقطاب الكفاءات ببيئة إيجابية وتحرص في الوقت نفسه على استمراريتها بالعطاء والتوهج نفسه، إلا أنه أحيانا شخصية سامة واحدة قادرة على أن تتلف كل ما تم بناؤه وهذا يشبه سوسة النخيل التي رغم صغرها وقلة عددها إلا أنها تسقط النخلة من جذعها مهما كبر حجمها. بالمختصر لا يمكن القضاء على الشخصيات السامة في بيئة العمل بشكل نهائي، لكن من الممكن محاصرتها وعزلها دون أن تؤثر في البقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي