Author

الرياضة إلى العالمية

|
توافق يوم ختام الدوري الممتاز مع إثارة ومتابعة من قبل الجميع لم يسبق لها مثيل، أعترف أني تمكنت من إنجاز كبير ذلك اليوم بحكم عدم متابعتي للكرة منذ زمن. ابتعدت عن الكرة بسبب ما شاهدته من مغالاة لدى كثيرين في القلق والغضب والإصابات المختلفة بسبب التعلق بنتائج فريق أو أداء لاعب أو لاعبين. للحق أقول إن الكرة هي التسلية الأشهر في كل أنحاء العالم، وبمرور الوقت يزداد تعلق الجماهير وينتشر مزيد من التطرف والسلوك المخالف لدى كثيرين وهو أمر لا تشهده ملاعبنا في الوقت الحاضر.
لن أدعو إلى اعتزال هذه اللعبة الفاتنة، لكن أقول إن من الضروري أن تخف حدة التشجيع ويكون هناك مزيد من التنظيم المالي والإداري الذي يجلب مزيدا من الانضباط في الأندية ويحقق للوطن التقدم المستمر في مستويات الفرق التي لها مصادر كثيرة تحتاج إلى رعاية أكثر مما عليه الحال اليوم.
الأنشطة الرياضية المبكرة، وإيجاد منظومة لحقن الأندية باللاعبين الماهرين من خلال تطوير المهارات مبكرا من أهم وسائل تطوير الرياضة. ففي المراحل المبكرة يتعرف اللاعبون على الانضباط في السلوك والتغذية والممارسة الرياضية ما يجعلهم أكثر قبولا للتطوير، يكفي أن نعلم أن أفضل لاعبي الكرة في العالم هم نتاج التأهيل المبكر في المدارس والأكاديميات المتخصصة التي تصقل وتطور الموهبة.
محاولات الأندية السعودية في إنشاء وإدارة أكاديميات افتقدت عناصر مهمة منها الاحتكاك الخارجي والتأهيل البدني الصحي، حيث ركز أغلبها على القدرة الجسدية والمهارات الموجودة أصلا لدى الصغار. هذا الأمر يجب أن يبحث من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم لتنشأ أكاديميات غير مرتبطة بالأندية وإنما بالمدن تستقبل كل أبناء المدينة وتدفعهم لتحيق أقصى ما يمكنهم أن يحققوه.
الحال نفسه مهم بالنسبة إلى الاتحادات الأخرى خصوصا تلك المسؤولة عن ألعاب القوة والرياضات الفردية، لأن التراجع الواضح في أداء تلك الرياضات على المستوى الدولي مقلق، ونحن في مرحلة بناء عام وشامل يجب أن يتوج بالحضور الدولي المتميز في مجالات الرياضة كما هو حاصل في مجالات أخرى أكثر صعوبة، نفخر بإنجازات أبنائنا وبناتنا فيها اليوم. تقدم المملكة المشهود في كل المجالات لا يقبل أن نبقى في الخلف في المجال الرياضي، والحكم الوحيد على التقدم هنا هو عدد الميداليات التي يحصل عليها اللاعبون والأندية والاتحادات في المنافسات القارية والعالمية.
إنشرها