الحرية القاتلة
كنت أشاهد فيلما وثائقيا عن أشهر القتلة المتسلسلين في العالم يستعرض جرائمهم وضحاياهم وتفاصيل محاكماتهم ونهاياتهم، ما لفت نظري في سيرة هؤلاء السفاحين أنهم لم يبدوا أي ندم على جرائمهم، وحين كانوا يتحدثون عن تفاصيل استدراج ضحاياهم كانوا يشعرون بالفخر وكأن ما قاموا به يعد إنجازا. مثل هذه النوعية من البشر الذين استأصل الإجرام في أعماقهم حتى غرقوا في قاع البشرية المظلم المليء بالشرور والقتل والتلذذ بانتزاع أرواح الآخرين، هل من الممكن أن يصبحوا أشخاصا أسوياء لو سنحت لهم الفرصة. في لقاء تلفزيوني مع القاتل المتسلسل جيفري داهمر سألته المذيعة، "هل من الممكن لشخص مثلك أن تتم مساعدته؟" فأجابها، "لا أعتقد فقد كنت مستمرا في هذا لأنه الشيء الوحيد الذي يشعرني بالرضا". السفاح جيفري داهمر قام بارتكاب أول جريمة قتل في 1987 حين كان في الـ16 من عمره وجميع ضحاياه من الذكور لأنه كان مثليا ويلتقيهم في النوادي المخصصة للمثليين ثم يدعوهم إلى منزله. تم القبض عليه في 1991 وتلقى المجتمع صدمة كبيرة حين تم نشر مئات الصور لضحاياه الـ17 وجثثهم المشوهة تماما. حكم عليه بالسجن 957 عاما، لكنه قتل على يد سجين في السجن بعد عامين فقط من محاكمته.
وأشهر امرأة قاتلة في التاريخ هي إميليا دير التي توفي زوجها فعانت الوحدة وظروفا مادية بالغة السوء ثم خطرت على عقلها فكرة تبني الأطفال غير الشرعيين الذين لا يرغب الأهل في رعايتهم مقابل المال الذي يدفعونه إليها، ثم كانت بعد انصراف الأهل تقوم بخلع ملابس الطفل وخنقه بيديها حتى يلفظ روحه وخلال 20 عاما قتلت ما يربو على 400 طفل، تم القبض عليها وفي اعترافاتها في سجلات الشرطة كتبت إميليا، "كنت أستمتع برؤية الأطفال الرضع وهم يبكون ثم يختنقون حتى الموت"، ثم كانت تتخلص من جثثهم بكل بساطة.
وخزة:
تقول نظرية العالم الإيطالي دي توليو، "إن الجريمة نتيجة الصراع بين العوامل الداخلية للإنسان والعوامل البيئية".
الانحراف الأخلاقي الذي تدعو إليه بعض الدول تحت غطاء الحرية الشخصية سيسهم في تكاثر الجرائم في تلك الدول وحين ترتفع المعدلات سيعيدون النظر في العوامل البيئية. تخيلوا لو عاش جيفري وإميليا في بيئة تحارب المثلية والعلاقات المحرمة خارج الزواج فهل سيكونان قاتلين؟ فلنحمد الله على نعمة السعودية العظمى القائم دستورها على كتاب سماوي وسنة نبوية.