لقاح السعادة الوظيفية

ما إن وضع علماء الإدارة مفاهيمهم، إلا وكانت الجوانب الاقتصادية "المالية" من أهم دوافع العمل وعدوا ذلك من أهم الأولويات لتوافر الرضا الوظيفي، وهذا صحيح إلى حد ما. لكن قبل عدة عقود ظهر باحثون يؤكدون وجود عوامل أخرى في غاية الأهمية تركز على الجوانب النفسية والاجتماعية والذاتية.
للسعادة في مكان العمل أدوار أساسية يسعى لها القادة لأن تكون موجودة في المنظمات كون السعادة الوظيفية لها تأثير بارز في رفع إنتاجية وتحسين أداء العاملين. فالسعادة الوظيفية تعبر عن الشعور بالرضا مع الرفاهية وكثير من الإيجابية التي تجعل العمل ممتعا أكثر من مرضيا. وقرار السعادة الوظيفية قرار شخصي يتخذه الموظف عندما يشعر برابطة عاطفية ملهمة وقوية تجاه المنظمة التي يعمل فيها.
الجميل في السعادة الوظيفية أنها تنعكس إيجابا على من حولهم وأولهم أسرهم. فالسعيد في الغالب شخص مطمئن وقادر على العطاء ودائما علاقاته تتسم بالود والتسامح والتعاون مع الآخرين. أيضا السعداء أكثر أفرادا يحدثون تغييرات إيجابية بل ومن المبدعين. ويسعون لبذل مزيد من أجل حل المشكلات ويشاركون في العمل الجماعي بحماس وشغف.
رغم أن الباحثين اختلفوا حول عناصر السعادة الوظيفية، إلا أن الأغلب أجمع على توافر ثلاثة عناصر رئيسة وهي احترام القيم التنظيمية الواضحة، وشفافية الاتصال والتواصل الفاعل وأخيرا التقدير والتركيز على نقاط القوة.
لا يمكن أن تتوافر السعادة الوظيفية بين العاملين دون أن تكون المنظمة إيجابية ولن تكون المنظمة مفعمة بالإيجابية إذا لم يخطط القادة لصناعة بيئة إيجابية. بالمختصر نظرا إلى أهمية السعادة الوظيفية في المنظمات ودورها الإيجابي الكبير، تمنيت لو تتم صناعة فيروس للسعادة الوظيفية على غرار لقاح كورونا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي