الإعلام ومشاهير الإعلانات
قيل قديما إن "الإعلام مهنة من لا مهنة له"، وهي عبارة فضفاضة تحتاج إلى وقفة ليس مجالها اليوم. فكل من التحق بمهنة الإعلام ويجيد صناعة المحتوى بمهنية واحترافية وفق أصول وأخلاقيات العمل الإعلامي، فهم إعلاميون - وفق نظري الشخصي - وهذا حق مشروع لهم، حتى لو لم يلتحقوا بمؤسسات إعلامية طالما أنهم يجيدون ضوابط المهنة.
قبل عدة أيام خرج علينا حدث كبير تحت شعار "ملتقى الإعلام الجديد"، وهذا الاسم الرنان له دلالات عميقة كونه يحمل في طياته أبرز ما وصل إليه الإعلام من تقنيات وأساليب ومواضيع حديث الساعة. وبالتأكيد، سيضم هذا الملتقى أهم الشخصيات الإعلامية من ذوي الخبرة والحرفة، الذين لهم بصمات في مجال الإعلام.
الصدمة أن الملتقى تحول إلى جمع من المهرجين في وسائل التواصل الاجتماعي، بل أغلب ردود الفعل في "تويتر" لم تتعرف على الشخصيات الحاضرة، ومع الأسف، كلمة "ملتقى" كبيرة في هذا الشأن، لأنه لم يكن هناك أوراق عمل ولا دراسات ولا خبرات من قبل المؤسسات الإعلامية. وكل ما في الأمر هو مجرد تجميع لبعض المشاهير تحت غطاء غير نظامي ثم تم تكريمهم بجوائز لا تتعدى قيمتها 200 ريال!
فقد نفت هيئة الإعلام المرئي منحها ترخيصا لهذه المناسبة، وتوعدت الجهات المنظمة باتخاذ الإجراءات النظامية. كما أن هيئة الصحفيين السعوديين أنكرت أي علاقة بهذه المناسبة، وأن وضع شعار الهيئة جاء دون إذن أو مشاركة من الهيئة! وهذا أزال كثيرا من حالات الضجر بين الإعلاميين الحقيقيين.
في كل مرة يدخل المشاهير على خط الإعلاميين دون التفرقة بين الإعلام والإعلان ظنا منهم أن الجماهرية والتأثير لهما مفعول الإعلام نفسه. بالمختصر، لا يمكن أن يجتمع التهريج والسخافة ومد السيقان والهياط الفارغ بالإعلام الراقي والمهني.