حاجتنا إلى التفاصيل
نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها
أو روضة رصعتها السحب بالبرد
وقوس حاجبها من كل ناحية
ونبل مقلتها ترمي به كبدي
إنسية لو رأتها الشمس ما طلعت
من بعد رؤيتها يوما على أحد
يزيد بن معاوية
يضطرب على بعضهم معرفة تعريف مرض السمنة، وهذا الاضطراب ليس حصرا على غير المتخصصين، فتعريف السمنة ليس مجرد ارتفاع في مؤشر كتلة الجسم فوق 30، بل تعرف السمنة بكونها تراكم وزيادة في معدل دهون الجسم الذي قد يشكل خطرا على الصحة.
وهذا التعريف يساعدنا على معرفة التعامل مع المرض ومضاعفاته. وزيادة دهون الكبد هي إحدى مضاعفات مرض السمنة وزيادة هذه الدهون قد تؤدي مع مرور الزمن إلى تليف الكبد ومن ثم الحاجة إلى زراعة الكبد.
وقليلة هي الأدوية التي تستخدم في علاجها حتى الآن، إلا أن إنقاص الوزن بشتى الطرق، سواء بالحمية أو أدوية السمنة وكذلك بعمليات السمنة، مهم جدا في علاج دهون الكبد.
وكانت الدراسات القديمة في السعودية تشير إلى معدلات تقارب 10 في المائة ممن يعانون زيادة في دهون الكبد، وهذه المعدلات تزايدت إلى ما يزيد على 20 في المائة مع ارتفاع معدلات السمنة، كما ترافقها زيادة في بعض مضاعفات السمنة الأخرى كزيادة الكوليسترول والسكري وغيرها. والمزعج أن هناك توقعات بوصول معدلات من يعانون ارتفاع دهون الكبد في بلدنا إلى ما يزيد على 32 في المائة في عام 2030.
وقد يكون من اليسير على المختصين أن يشتبهوا باحتمالية زيادة دهون الكبد عند من يعانون ارتفاع كتلة الجسم ويتم فحصهم استباقا عن دهون الكبد، إلا أن علينا ألا نغفل أن هناك نسبة من المرضى ممن تزيد لديهم دهون الكبد رغم أن وزنهم في المعدلات الطبيعية وإن كان هذا ليس هو السائد.
زيادة معدلات المصابين بارتفاع دهون الكبد سواء كانت لديهم زيادة في الوزن أم لا، والتوقعات بتزايد معدلاتها في المستقبل المنظور، تعيد تذكيرنا بأن السمنة ليست مجرد أرقام على الميزان، وأن هناك كثيرا من التفاصيل التي نحن بحاجة إليها، وإن قيل لنا: إن الشيطان في التفاصيل.