خريطة طريق لإحداث نهضة تنموية

محمد بن سلمان، قائد فذ يمتلك القيادة الحكيمة بكل مقوماتها من ذكاء ورؤية وشجاعة وحزم وكاريزما، سمات مكنته من رسم خريطة طريق لإحداث نهضة تنموية غير مسبوقة تتواكب مع متطلبات المرحلة الزمنية في مجالات العلم والمعرفة والاقتصاد والبيئة، نتج عنها تغير اجتماعي مبهر وغير مسبوق، وهذا ليس غريبا عليه وهو من تتلمذ على يد والده، ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز. لا أعرف ولم أسمع بطموحات قائد كطموحات محمد بن سلمان، وأحلامه التي تشبه الخيال، لكنها ما تلبث أن تصبح واقعا نعيشه ونراه على أرض الواقع، بالتأكيد ليس هناك قائد يقود بلاده نحو التنمية والازدهار والنماء، وفق رؤية مستقبلية مدروسة، وأهداف استراتيجية واضحة، تمكنه من إنجاز ما لم يستطع عليه غيره، ليس في مجال واحد فقط، بل في مجالات متعددة على الرغم من التحديات الصعبة والظروف الدولية المتقلبة.
كانت المملكة ودول الخليج تواجه تحديات صعبة، تتطلب قيادة تضمن استدامة التنمية وتنقل الدولة إلى بر الأمان، خاصة في الدول التي تعتمد على مورد واحد، وتقع في منطقة ملتهبة. لكن استشعار ولي العهد خطورة المرحلة وضرورة مواكبة التغيرات التي يمر بها العالم، مهد لبزوغ إشراقة التغيير مع إعلان رؤية المملكة 2030 التي ركزت على جودة حياة المواطن والمقيم على أرض المملكة، وهدفت إلى تقليل الاعتماد على البترول، وتنويع مصادر الاقتصاد.
ففي الاقتصاد والتنمية، كان السعي إلى تقليل الاعتماد على البترول عن طريق مبادرات عديدة ومتنوعة، منها تطوير صندوق الاستثمارات العامة الذي يعد ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030، من خلال تنمية ثروات المملكة والإسهام في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وبناء على الجهود الحثيثة، استطاع صندوق الاستثمارات العامة التقدم إلى المرتبة الخامسة بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.
وفي السياق نفسه، تسعى المملكة إلى توطين صناعة الطاقة المتجددة، والتركيز على التقنية والذكاء الاصطناعي، وبناء قدرات الشباب للإعداد لمستقبل مشرق. كما حظي تطوير الصناعات العسكرية باهتمام كبير مع التأكيد على رفع نسبة المحتوى المحلي في المشاريع التنموية والعقود مع الشركات الأجنبية والمحلية.
وتمكنت المملكة في ضوء الرؤية الحكيمة من تطوير أنظمة الدولة بجميع أنواعها لتواكب متطلبات العصر، بما فيها أنظمة القضاء والحقوق الشخصية والاستثمار والتخطيط والبناء والإعمار وغيرها، ما يحقق جودة الحياة ويعزز جذب الاستثمارات الأجنبية، ويوفر خدمات إلكترونية رائعة.
كما يخطط عراب رؤية المملكة 2030 لتنمية قطاع السياحة والترفيه ليكون رافدا لاقتصاد المملكة، وذلك من خلال سن التشريعات اللازمة، وبناء القدرات الوطنية، وإطلاق مشاريع البنية التحتية السياحية الهائلة في العلا والقدية والبحر الأحمر ونيوم وعسير والدرعية وغيرها.
وفي مجال البيئة، أوجد الأنظمة الرادعة، وأطلق الشرطة البيئية، وأنشأ عديدا من المحميات الجديدة التي ستؤتي ثمارها بعد حين. ليس ذلك فقط، بل أطلق مبادرة الرياض الخضراء، ثم السعودية الخضراء، ولم يكتف بذلك، بل أطلق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
لقد استطاع من خلال الرؤية الحكيمة تمكين المرأة للإسهام في تنمية بلادها، وحمايتها من العنف والابتزاز والتحرش، علاوة على رفع جودة حياة المواطن من خلال تشجيع الرياضة وتهيئة البنية التحتية لممارستها من قبل جميع أفراد المجتمع.
لا يقل عن ذلك أهمية، الحرب الضروس على الفساد بجميع أنواعه سواء كان اختلاس المال العام أو استخدام النفوذ أو الاستيلاء على أراض دون وجه حق، أي دون وجود وثائق ومبررات للملكية، وواكب ذلك صدور أنظمة كثيرة حول شروط امتلاك الأراضي مع التأكيد على بقاء قمم الجبال وشواطئ البحار والمواقع الأثرية ملكا عاما للدولة لكي يستفيد منها الجميع.
ونتيجة لهذه الجهود، حققت المملكة مراكز متقدمة في مؤشر التنافسية الدولية، وكذلك مؤشر الحكومة الإلكترونية وغيرها. في الحقيقة، لا يسمح الحيز المخصص للمقال من الوفاء بما يستحقه هذا القائد الملهم الذي زرع محبته في قلوب شعبه، وكسب احترام الآخرين وإعجابهم، لدرجة أن يتمنى كثيرون من خلال مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، نعم، يتمنى مواطنو دول عربية، أن يقيض الله لهم قائدا ملهما وشجاعا وصاحب رؤية مثل محمد بن سلمان، لكي ينهض بدولهم تنمويا ويحد من انتشار الفساد في أوطانهم، فهنيئا للوطن بهذا القائد الملهم، وهنيئا له بالشعب السعودي الوفي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي