منظومة العطاء

كرنفال الخير الذي عشناه في هذا الشهر الفضيل يذكرنا بمقولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، "كل من يتذوق طعم عمل الخير لن يتركه أبدا"، نتذكرها ونحن نستعرض ليس فقط تذوقنا لعمل الخير، ولكن أيضا تطويرنا غير المسبوق في السعودية لعمل الخير بحيث أصبح الأكثر حوكمة، والأكثر أثرا، حقق الاستدامة، والشفافية، وراحة الضمير، وحفظ ماء وجوه المحتاجين، والوصول إلى المتعففين.
كنت محظوظا بحضور ثلاث مناسبات لثلاث منصات عملاقة هي، حفل تكريم كبار المانحين في منصة إحسان، وحفل تكريم كبار المانحين لصندوق الوقف الصحي، وحفل كبار المانحين لمخطط جود الإسكان الذهبي، الفكرة المبتكرة الجديدة لمنصة جود الإسكان. وأنا أجلس في المناسبات الثلاث، مبتهجا بنتائج هذه الجهات استحضرت تاريخا زاد على ربع قرن من حضور المناسبات الخيرية، ووجدتني أتذكر ملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حاضرا في تأسيس كثير من المبادرات، وداعما لكثير من الجهات، وواضعا حجر الأساس لما نراه اليوم.
تطور القطاع الثالث في عهد الملك سلمان لافت على كل الأصعدة، فالمنصات والصندوق أعلاه إذا أضفت إليها المنصة الوطنية للتبرعات "تبرع"، وربما غيرها مما لا أعرف أو أتذكر، وإذا تأملنا رأس الحربة الذي يقود أعمال الخير السعودية عالميا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تجد أنك أمام منظومة خير متكاملة وشاملة تغطي مجالاتها محليا وعالميا وتعطي للعالم صورة كاملة عنا، وعن ديننا وثقافتنا وأخلاقنا.
لقد وضعت الرؤية السعودية التي يقودها ولي العهد التقنية في خدمة الناس، وهنا سخرتها بطريقة إبداعية وعملية وموثوقة لجعل أعمال الزكاة، والصدقة، والزكاة الخاصة مثل زكاة الفطر تتم تحت نظر الهيئات الشرعية المتخصصة، وبأسرع وقت، وللفئات المحتاجة مهما اختلفت احتياجاتها من سداد فاتورة الكهرباء، حتى تأمين منزل الأسرة.
هذه المنصات ساعدت الشركات المانحة على أن تخصص جزءا من مشاريع وميزانيات مسؤوليتها الاجتماعية للتبرع لها، وهي ساعدت الأفراد أصحاب التبرعات والزكوات والصدقات الصغيرة على إيجاد قناة سهلة وواضحة، وهي أيضا ساعدتنا على أن نربي أطفالنا وأجيالنا الجديدة على فعل الخير حتى لو بريال واحد يمكن إيصاله بضغطة زر.
مجتمعنا السعودي من أكثر المجتمعات عطاء، ثبت هذا بالإحصاءات الرسمية العالمية، واليوم نحن نقدم تجربة تنموية إنسانية فريدة عبر التقنية وتسخيرها، وعبر الابتكار في تنفيذ مشاريع الخير المستدامة. بارك الله لمن أعطى في ماله، وشكرا لقيادتنا وأهلنا كل هذا الخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي