Author

الدراما

|
رغم محاولات إقناع المشاهد بالابتعاد عن الشاشات واستغلال الوقت في أمور أكثر فائدة، والتزام أغلب الأسر مع الأطفال في الدراسة النهارية، ترشح في رمضان ساعات فراغ إضافية بسبب اختلاف برامج أغلب الأسر وانتقالها إلى السهر أكثر من الأشهر السابقة، ما يجعل المنافسة الدرامية أكثر حدة في هذا الشهر وهو الحال في أغلب دول العالم العربي.
يحمل رمضان في طياته حضور مزيد من المسلسلات والبرامج الترفيهية التي تحفظها المؤسسات الإعلامية لتنطلق في الشهر الفضيل، وتتناول أغلبها ملخص ما يحدث في المجتمعات من تغييرات سواء كانت إيجابية أو سلبية. الغالب هو البحث عن المختلف ويدفع في بعض الأحيان إلى اختلاق مواقف وأوضاع وأحداث وأشخاص أو المبالغة في سرد ما استجد حولها أو حولهم.
مع التسابق المحموم لجذب المشاهد، يترسخ خلال الشهر لدى المتابع عدد من الأعمال الدرامية التي تكون في غالبها مصورة للواقع بشكل جاذب أو مبالغة في تصوير الموضوعات للوصول إلى قدر كاف من انتباه المشاهد. هذا العام لم يكن ليختلف عن السابق، بيد أن الموضوعات الجاذبة للمشاهد تجاوزت كل التوقعات.
سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي، والكم الهائل من المتابعة اليومية لدى أغلب المشاهدين وانتشار أنماط سلوكية وشخصيات اجتماعية وممارسات حياتية تتجاوز المألوف أو تتجه نحو ما كان مسكوتا عنه أو بعيدا عن التناول المباشر لأي سبب، أنتجت مستودعا هائلا من الأفكار التي صنعت رمضان وبرامجه ومسلسلاته.
تبقى بعض البرامج محافظة على مكانها في المنظور الاجتماعي، ويبقى مقدموها يناضلون رغم بروز الجديد وسحبه البساط من تحت القديم الذي كانت له الديمومة في برنامج المشاهدة المجتمعية، لكن الواقع يفرض نفسه وتحدياته على كل المتنافسين في المجال.
مع تزايد حضور الأشخاص في الدراما أكثر من الأحداث تظهر إشكاليات قانونية في كيفية تناول سلوكيات هؤلاء في فقرات كوميدية أصبحت تشد المشاهد أكثر من غيرها، ولعل هذا التطور الجديد يضيف مزيدا من الاحتكاك والخلاف بما يجعل الجهات القانونية والاستثمارية أكثر قلقا في عملية تحديد ما هو مقبول وما هو مرفوض، وأين يقع الحد الفاصل الذي يمكن أن يجرم مشهدا أو موقفا معينا؟، ولهذا الأمر أن يوجد مزيدا من الاحترافية في التناول والتداول لما يحدث في المجتمع خلال عام كامل من المبادلات والتفاعلات والبحث عن المكان من الأغلبية.
إنشرها