Author

أفشوا السلام وصلوا الأرحام

|
يحتاج المسلم في رمضان إلى مزيد من التفهم والمرونة مع ما حوله من الأجواء والمؤثرات، خصوصا عندما تجتمع الضغوط وتتراكم مع تقدم النهار وقرب موعد الإفطار. أمر لم يكن معتادا لدى كثير من الناس في عهود ماضية. ليس لغرابة في تركيبتهم أو قدرة عالية على استيعاب الفروق التي تحدث في مكونات العاطفة البشرية والناتجة عن الحرمان المؤقت من بعض الملذات.
إنما تحول الناس إلى تعود الحياة المرتكزة على مجموعة مترادفات تأتي متوالية أو متوازية. شرب القهوة الذي كان في مراحل مبكرة أمرا غير متيسر في كل الأحوال، كما هي الحال في التوجه للمنتديات والنوادي وغيرها الذي لم يكن ضمن البرنامج اليومي، وغيرها من المتلازمات الحديثة. يضاف إلى ذلك المؤثرات الجديدة التي تحمل الدعة والراحة كجزء من الجدول اليومي لإنسان العصر.
كل هذا يبدو من الخارج تفاعلا عاديا مع مستجدات الحياة، لكنه في واقع الأمر مؤدلج مختلف ومكون لحالة من التعود التي تتحول إلى الإدمان في كثير من الحالات، بل قد أقول في أغلبها. يأتي رفض التغيير كطبيعة بشرية ليسيطر على العقل ويغير التفاعل اليومي من قبل الناس مع قيم رمضان التي بنيت على الصبر والرحمة والتقوى.
هنا يأتي بعض الحلول البسيطة لمساعدة من يعانون صعوبة التفاعل مع المستجد والضغوط الناتجة عنه، فالابتسامة بعمومها مفيدة جدا في نشر روح التسامح وكسب القلوب. طريقة يمارسها كثيرون ويكتسبون بها صداقات واحتراما قد لا يحدث لمن يتجهم أو يقع ضحية لردود الفعل الحادة.
ثم إن السلام وإفشاءه من الأمور المهمة في تفعيل العلاقات ونشر المحبة والتقدير بين الناس، وهذا أمر تخلف الاهتمام به في الأزمنة الجديدة، خصوصا عندما ينظر البعض للسلام كوسيلة لإظهار الاحترام فقط، لا وسيلة لكسر الجليد أو التعارف، ومن هنا أقول: إن من يفشي السلام ينشر المحبة وقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ ... أفشوا السلام بينكم).
يأتي التواصل الأسري ليرسم الصورة الأزهى لسلوك المسلم في رمضان، ولعل استغلال كثير من الأقارب لهذه الفرصة للتواصل والتراحم يحقق ما يحمي المجتمع وكل من فيه من القلق والكراهية وسوء الخاتمة، فالأسرة هي أهم ركائز المجتمع والمحافظة على العلاقات بين مكوناتها من أهم أهداف أي منظومة اجتماعية ناجحة. تقبل الله من الجميع.
إنشرها