الجائحة والاستثمار في التعليم «1 من 2»

خسائر التعليم الناجمة عن جائحة كوفيد ـ 19 ستكلفنا مستقبلنا، ما لم ننفق على التعليم.
دخل أبنائي آخر مرة من بوابات مدرستهم في العاشر من آذار (مارس) 2020، قبل أسابيع من إعلان الإغلاق العام في الهند. وبعد مرور عامين، لا تزال المدارس مغلقة في كثير من أنحاء البلاد. وسار بعض الولايات عكس التيار فأعادت فتح المدارس عام 2021 - وإن كان جزئيا فقط، حيث تم قصر الحضور على الصفوف المدرسية الأعلى ونصف عدد الطلاب في اليوم الواحد. وفي كل مرة تحدث فيها طفرة في عدد الإصابات، كانت المدارس أولى الجهات التي تغلق أبوابها ولم تستأنف نشاطها الذي يعتمد على المخالطة المباشرة إلا بعد شهور من استئناف الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
لقد تمت الاستعاضة عن الفصل الدراسي المادي بغرفة منصة "زووم"، حيث يلوح أبنائي لأصدقائهم ويتحدثون إلى مدرسيهم من خلال صندوق صغير. ويتضح كل يوم التكاليف العاطفية وتكاليف التنمية والتعلم الناجمة عن هذا التحول من الفصل الدراسي إلى غرفة منصة "زووم".
لكن أبنائي من بين القلة المحظوظة. فحتى غرفة منصة "زووم" تعد من قبيل الرفاهية في معظم أنحاء الهند. وفي أيلول (سبتمبر) 2021، توصل مسح شمل 1400 طفل من أطفال المدارس المقيمين في المناطق المحرومة في 15 ولاية إلى أن 8 في المائة فقط من أطفال المناطق الريفية و24 في المائة من أطفال المناطق الحضرية لديهم إمكانية الحصول على التعليم النظامي عبر شبكة الإنترنت. في الواقع، لم يحصل معظم أطفال الهند على تعليم نظامي لمدة عامين.
والهند ليست وحدها. فقد طال إغلاق المدارس 1.6 مليار طفل في مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، قامت الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط بإغلاق المدارس لفترة أطول بكثير مقارنة بمعظم الدول الأعلى دخلا. وفي أجزاء من جنوب آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، تم إغلاق المدارس بالكامل لأكثر من 80 أسبوعا. وجاءت أوغندا، التي أعادت فتح مدارسها في كانون الثاني (يناير) 2022، على رأس القائمة بإغلاق جزئي أو كامل استمر لمدة 82 أسبوعا.
والدول التي لديها أدنى مستويات النفاذ الرقمي شهدت أيضا أطول فترات الإغلاق. وتشير تقديرات دراسة أجراها بنك التنمية الآسيوي عام 2021، إلى أن 41 في المائة فقط من الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط في آسيا يمكنها الحصول على خدمات الإنترنت.
وفي غرب إفريقيا ووسطها، حل الإعلام المرئي والمسموع محل الفصول الدراسية في المدارس بسبب الإمكانات المحدودة في الوصول إلى خدمات شبكة الإنترنت. ومع ذلك فإن 26 في المائة فقط من الأسر في المناطق الريفية تمتلك جهاز تلفزيون... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي