منافسة الترفيه الافتراضي
بعض الآباء والأمهات يفشلون في إقناع صغيرهما بالخروج معهما في نزهة إلى الحديقة أو أي مكان خارج المنزل، فالطفل إما يرفض، وإما يرد بأن ما في جهازه اللوحي أفضل أو أمتع.
هذه الظاهرة ملحوظة، يلمسها من كان لديهم برامج خروج من المنزل للصغار تغيرت وتقلصت والسبب الرئيس اليوم أن ما يجدونه على الجهاز أكثر إثارة مما يقدمه البعض في الحديقة أو المتنزه، خاصة إذا لم يكن مبتكرا ولا يزال يعتقد بأن الكرة الملونة أو الدراجة تغري صغار هذا الجيل.
الوالدان قلقان من قلة تعرض صغيرهما للشمس والهواء الخارجي، وقلة حركته الجسدية، ومعهما حق، لكن أيضا يجب عليهما أن يقلقا من صعوبة إثارة اهتمام الصغير أو الصغيرة، لأن هذه بداية الفجوة الاتصالية معه، وركونه أكثر إلى وسائل الترفيه الافتراضية التي لديه.
كان مجرد الخروج من المنزل ماتعا للصغار أيا كانت الوجهة، حتى لو إلى البقالة الصغيرة لشراء الحلويات أو المثلجات، واليوم لم تعد تغري بعضهم أماكن اللعب والتنزه الطبيعية، أو الرحلات البرية القصيرة، والهاجس الأكبر الذي لا يفصح عنه بصوت عال، أن بعض الصغار لم يعد يستمتع بصحبة والدايه أو أسرته إجمالا، ويغوص أكثر في عوالمه، يغوص حتى لو حددت ساعات الاستخدام، وفرضت أنظمة حماية، تظل المشكلة كيف تستعيد أو تستعيدين شغفه بالصحبة دون إجبار، باختيار تعرفه من السعادة الحقيقية على محياه؟
من الاجتهادات البسيطة هي استخدام منافسيك على انتباههم، فمثلا يمكن اقتراح الخروج لأنك تجد الصغير أو الصغيرة أفضل منك في التصوير وأنت تحتاج إليه ليتولى إدارة الدفة لتوثيق رحلة الخروج! أيضا يمكنك أن تكون مشاركا في ألعابهم الافتراضية حتى لو ظننت أنها سخيفة، ثم الطلب منهم ممارسة اللعبة نفسها في الخارج.
هناك من استخدم أسلوبا آخر، ربط الصغير أو الصغيرة بمسوؤلية الاهتمام بنبتة أو شجرة صغيرة أطلق عليها اسمه، أو أعطاه مسؤولية متابعة وتدريب قط أو طائر موجود في المنزل، فعل ذلك وهو يسمح له باستخدام جهازه لتصوير كل عمله أو تطورات رعايته، وهكذا دواليك.
الأمومة والأبوبة الميدانيتان التي يروم البعض إلى تحقيقها واقعا في حياة أطفالهم تصعب يوما بعد يوم، وإذا كنت أنت الناضج العاقل تغوص في عوالم افتراضية، فلا ملامة على صغير يدهشه كل يوم شيء جديد.
الأمر مهم ويحتاج إلى مشاركة التجارب الناجحة وإلى بعض الأبحاث والدراسات، لكن المؤكد أن الترفيه والرياضة في المدرسة والمنزل تحتاجان إلى كثير حتى تنافسان هذه العوالم.