عدوى الاغتراب الوظيفي
تشكل ظاهرة الاغتراب ظاهرة إنسانية يتميز بها الإنسان دون غيره من الكائنات، وتحدث بسبب الأزمات السياسية والاجتماعية والفكرية والعملية والنفسية. وقد ارتبط المصطلح بعدة سياقات مختلفة، فعلى مستوى مجال الفكر الإداري هناك ما يسمى الاغتراب الوظيفي، وهو سرطان يفتك برأس المال البشري.
إن أسوأ حالة توجد في عالم المنظمات والأعمال هي شعور الفرد بالعزلة وفقدان الإحساس بالمسؤولية والشعور بالعجز والقلق المتواصل مع موجات عالية من التشاؤم والإحباط. هذا الخليط من المشاعر يتسبب في عزل تام للقوى العاملة ويؤدي إلى الشعور بالانفصال عن الذات والمجتمع أو بين الذات ونفسها. ومع الأسف أنها توجد في أغلب المنظمات وتختلف درجات الاغتراب حسب الظروف المحيطة.
هذه الفئة إذا تركت ستتدهور وربما تنتقل بين بقية العاملين عند المرور بأول موجة إحباط. وممارسات الاغتراب الوظيفي ـ مع فارق التشبيه ـ لا تختلف كثيرا عن العدوى، فالشخص المصاب يعزل نفسه بعيدا عن الناس خوفا من انتشار المرض ويظل لفترات طويلة مبتعدا ولا أحد يرغب في التعامل معه، وهنا تكمن أهمية احتواء وكسب هذه الفئة لتصبح ذات طاقة إيجابية.
يتطلب التعامل مع هذه الفئة إمكانات عالية من قبل القيادات لفهم تركيبة الشعور بالإحباط ومحاولة سحب هذه الفئة إلى بر أمان الإيجابية والعودة إلى بيئة العمل التفاعلية والتشاركية والتعاونية. كما أن توفير الظروف والوسائل الملائمة لبيئة العمل، لها تأثير إيجابي، إضافة إلى إشراكهم في صنع واتخاذ القرارات عبر توفير بيئة روح المبادرات، وأخيرا تقوية العلاقات الإيجابية بين فريق العمل. بالمختصر، في كل منظمة هناك من هو مصاب بالاغتراب الوظيفي، والقائد الذكي هو من يجيد فن التعامل لتصبح منظمة العمل خالية من عدوى الاغتراب.