برامج لتخفيف أثر الجائحة في التعليم «3 من 3»
جائحة كورونا أو غيرها من الكوارث الطبيعية لن تكون الأخيرة التي قد تجبر المدارس على الإغلاق. ومن خلال تسهيل استمرار عملية التعلم في المنزل، فمن شأن تحسين مستوى تكنولوجيات التعلم داخل الفصل الدراسي أيضا أن تزيد فاعلية المنظومة التعليمية عندما تعاود المدارس فتح أبوابها وعندما تضطر إلى إغلاق أبوابها.
إن برامج التعليم العلاجي للتعويض عن فرص التعلم الضائعة، ففي الولايات المتحدة، عاد الطلاب في الخريف الماضي إلى فصولهم الدراسية، ولم يزد مقدار مهارات القراءة التي تعلموها خلال العام الدراسي 2019 / 2020 على ثلث ما كانوا سيتعلمونه في العادة داخل الفصل الدراسي.
وفي عديد من الدول التي طال فيها أمد إغلاق المدارس، ينتقل الطلاب إلى صفوف أعلى دون أن يستوعبوا ولو جزءا صغيرا مما تم تدريسه في الصف السابق. وما لم يتم تعويض ما فات، ولا سيما للأطفال في الصفوف الدراسية الأولى حيث تكون الخسائر أفدح، فقد ينتهي بهم المطاف إلى التسرب من الدراسة. وعلى مستوى العالم، يجب أن تتكيف المدارس مع احتياجات الطلاب سواء المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب، أو صحتهم العقلية ورفاهيتهم. ومع ذلك، ما يبعث على التفاؤل أن الطلاب الذين انخفض مستوى تعلمهم في العام الماضي يتعافون في العادة بوتيرة أسرع من غيرهم إذا حصلوا على تعليم علاجي. لكن لا يمكن تحقيق ذلك دون دعم إضافي للمعلمين ومديري المدارس.
وحول تفادي حدوث خسارة دائمة، فللمساعدة على هذه الجهود تعمل مجموعة البنك الدولي على دعم نحو 100 مشروع تعليمي متصل بجائحة كورونا في أكثر من 60 بلدا. ويصل مجموع استثماراتها في تلك المشاريع إلى 11 مليار دولار.
ويشكل ذلك مستوى قياسيا للبنك الدولي، وإن كان محدودا مقارنة بمبلغ 72 مليار دولار الذي تتيحه الحكومة الاتحادية الأمريكية للمدارس الحكومية لإعادة فتح المدارس بأمان. وتساند مجموعة البنك الدولي دولا متنوعة، مثل شيلي والأردن وباكستان. وثمة حاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتمويل العودة إلى الدراسة داخل الفصول، ومساعدة المدارس الحكومية على اعتماد أساليب تدريس تمزج بين التعلم الإلكتروني والتعلم داخل الفصل الدراسي وتدريس الطلاب بناء على المستوى الذي يحتاجون إليه اليوم بعد أشهر من حرمانهم من التعليم، مع التركيز على المهارات الأساسية ورفاهيتهم العاطفية.
مستقبل مليار طفل في جميع أنحاء العالم بات على المحك. وما لم نعد هؤلاء الأطفال إلى المدرسة مرة أخرى ونجد سبلا لمعالجة آثار هذا الانقطاع، فإن جائحة كورونا ستؤدي إلى انتكاسة هائلة لهذا الجيل. وعندما نحدد الحصيلة النهائية لتداعيات الجائحة، سيتضح لنا أن أكبر ضرر لها هو ضياع فرص التعلم على التلاميذ في المدارس. وبعد عشرة أعوام من الآن ربما ننظر إلى الوراء ويهولنا أن أكبر خسارة دائمة لهذه الجائحة كان من الممكن تجنبها. يمكننا التحرك الآن واتخاذ ما يلزم وتجنب عض أصابع الندم.