Author

المهارات أم الشهادات؟

|

المتابع لقصص النجاح وريادة الأعمال والتميز والترقي الوظيفي مع بداية الألفية الثالثة، سيعلم جيدا أن المهارات كان لها الدور الأكبر مقابل الشهادات، وهذا يعود إلى ثورة تقنية المعلومات والتحول الكبير في سوق العمل.
هذا لا يعني أن الشهادات أصبحت بلا قيمة ويظن البعض أنها دعوة إلى عدم التوجه للدراسة الجامعية، بل لا يمكن أن ينظر في أي طلب وظيفي دون السؤال الجوهري عن المؤهل. ولكن المؤهل وحده بلا مهارات قد يتحول إلى مجرد ورقة.
وعلى سبيل المثال، فالولايات المتحدة تشتهر بوجود أفضل وأعرق الجامعات ومع هذا فقد قررت الحكومة الأمريكية قبل عامين تفضيل المهارة على الشهادة في التوظيف الحكومي. ما يعني عدم إلغاء دور الجامعات، ولكن تعطى الأهمية للمهارات في التوظيف في طلبات التوظيف.
يقول جيم رون، "يمكنك قطع شجرة باستخدام مطرقة، لكن هذا يستغرق نحو 30 يوما. وإذا قمت باستبدال المطرقة بفأس، فإنه يمكنك قطعها في أقل من 30 دقيقة، فالفرق بين 30 يوما و30 دقيقة هو: المهارة". وقد يعطي هذا التحول في طلب المهارات أن تتم إعادة دراسة البرامج الأكاديمية في الجامعات من أجل دعم جانب المهارات من خلال مواءمة البرامج والخطط الدراسية وآليات التدريس لهذا الغرض ومراجعتهم الدائمة لها.
إن المشاهد لسوق التدريب والتعليم وتحديدا في القطاع الخاص يعرف أن هناك موجة قوية من الشهادات المهنية التي أصبحت سلاحا قويا للدخول والمنافسة في سوق العمل. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الشهادات المهنية، إلا أن الطلب عال جدا. بالمختصر في عصرنا الحالي الشهادات والمهارات وجهان لعملة واحدة.

إنشرها