في 16 كانون الثاني (يناير) من كل عام يحتفل كثير من الدول حول العالم بالفلفل الحار، باعتباره أحد أهم النباتات التي لها فوائد مختلفة واستخدامات تشوبها الغرابة في بعض الأحيان. يعد الفلفل من أقدم النباتات التي تم تدجينها، فقد عثر على بذور الفلفل الحار قبل أكثر من ستة آلاف عام في بيرو والمكسيك، وتوجد منه آلاف الأنواع والأشكال، ويعتمد شكله ولونه وحرارته على البيئة التي ينمو فيها.
وتعزى حرارة الفلفل وطعمه اللاذع وفوائده في الغالب إلى وجود مادة تعرف باسم الكابسيسين. وهذا الطعم الحاد واللاذع أثار فضول الصيدلي الأمريكي ولبر سكوفيل، ليبحث عن طريقة مناسبة لقياس درجة حرارة الفلفل التي أطلق عليها اسم سكوفيل في 1912، وقسم شدة حرارتها إلى 100 درجة أعلاها 16 مليون سكوفيل.
ويتميز الفلفل بعديد من الميزات التي قد لا تخطر لك على بال، فهو مثلا يحتوي على نسبة من فيتامين سي أعلى مما يحتويه البرتقال الذي يعتقد معظم الناس أنه أفضل مصدر لفيتامين سي، واستخدمه الساموراي الياباني لتقليل الخوف، فحرصوا على تناوله قبل المعارك فهو يمنحهم الشعور بأنهم لا يقهرون.
كما يسرع الفلفل الحار عملية التمثيل الغذائي ما يجعله مفيدا في أنظمة التغذية الصحية وتخفيف الوزن ويمكن أن يخفف من التهاب المفاصل والصداع. وتستخدمه نساء بعض الدول في كريمات الوجه ومستحضرات التجميل، وإذا أصبت بجرح نازف ما عليك إلا ذر قليل من الفلفل عليه لوقف النزيف، واليوم يستخدم الفلفل في كثير من المستحضرات الطبية أشهرها اللصقات، حيث تعمل مادة الكابسيسين على توسع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم للمنطقة المصابة.
ويعد فلفل "كارولينا ريبر" أكثر أنواع الفلفل حرارة في العالم، ولا يمكن لمسه إلا باستخدام قفازات عازلة. وتراوح حرارة فلفل كارولينا ريبر ما بين 1.15 و2.2 مليون وحدة على مقياس سكوفيل، وهو أشد حرارة من فلفل هالابينو المكسيكي المشهور بـ400 مرة.
وتقام في مدينة تانخة القديمة في مقاطعة هونان الصينية مسابقة "أمير الفلفل الحار"، حيث يقوم المتنافسون بتناول الفلفل الحار الموجود في حوض مليء بالفلفل للحصول على اللقب وقطع الذهب الخالص في أغرب مسابقة، حيث يجد المتسابقون صعوبة بالغة في أكل قرن واحد من الفلفل رغم حلمهم الكبير بتناول الكثير للحصول على الذهب.
وفي محافظة كيليس التركية يقوم المزارعون بفرش الفلفل الأحمر على الطرقات ليتم تجفيفه قبل تصديره لمصانع الفلفل الكبرى ليتحول إلى صلصات الفلفل الحار.
