default Author

الإلهام الليلي

|

عشرات، بل مئات من الأحلام التي تراودك على طول حياتك إما تغفلها وإما تبحث عن تفسير لها وكأنك من خلالها تستبصر مستقبلك ولا تعلم أن دور الحلم في حياتك أكبر وأعظم مما تتوقع. إنها بوابتك لعالم آخر يساعدك لتعيش واقعك وتحل مشكلاتك بل وطريق لدعم إبداع المبدعين.
اليوم لن نقول لك دع عنك النوم واستفق من أحلامك، بل ندعوك إلى الانغماس في أحلامك، فحلمك هو "الوقت الذي يسمح فيه لأجزاء غير مسموعة من أنفسنا بالتحدث" فلننصت.
لعل من أشهر التساؤلات التي تدور في عقول الطلبة ودارسي الكيمياء والمتخصصين بها كيف توصل العلماء قديما وقبل وجود الأجهزة المتطورة إلى معرفة أشكال المواد الكيميائية، ومن الذي أطلعهم على شكل حلقة البنزين بالذات نواة معظم المركبات الكيميائية التي غيرت حياتنا، لنكتشف أن الإجابة وجدت في حلم العالم فريدريك أوجست كيكوله الذي كانت المركبات العضوية تثير تساؤلاته لكبر حجمها، وكيف اصطفت لتكون شكلها النهائي لأن أشكال المركبات التي توصل إليها سابقا كانت تصطف بشكل مستقيم، وفي إحدى الليالي حلم بأن الذرات تتراقص أمامه وتلتف على بعضها في شكل ثعبان يعض ذيله ومن هنا تولدت نظرية التركيب الكيميائي. يقول كيكوله، "فلنتعلم أن نحلم ـ هكذا نكتشف الحقيقة. ولكن لنمتنع عن نشر الأحلام إلى حين فحصها على ضوء الفهم في ساعات اليقظة".
واستحضر ديميتري مندليف في أحلامه الشكل النهائي للجدول الدوري للعناصر، وتمكن عالم الرياضيات دون نيومان، من حل معضلة في الرياضيات من خلال حلمه بزميله النابغة في الرياضيات جون ناش الذي حل له المسألة وبعد أسابيع نشر المسألة وحلها في إحدى الدوريات العلمية الرياضية.
فأحلامنا ليست إلا تفكيرا فيما يشغل ذهن الإنسان عادة، لكن في حالة مختلفة من الوعي وينطبق ذلك على ما اشتهر عن أهل نجد في قولهم "حلوم أهل نجد حديث قلوبها".
وفي الحلم أيضا، ولد في ذهن الكاتبة ماري شيلي المشهدين الرئيسين اللذين أسفرا عن رواية "فرانكنشتاين"، واستيقظ كل من بيتهوفن وبول مكارتني من نومهما على ألحان موسيقية جديدة تتردد في ذهنيهما. وألهم غاندي في منامه دعوة شعبه للمظاهرات السلمية ضد المحتل البريطاني!
وأثبتت الدراسات التي أجريت على مئات من المتطوعين أن الأحلام تساعد على حل المشكلات سواء العلمية أو الشخصية وذهبوا إلى أبعد من ذلك إلى كونها تساعد على اكتشاف الأمراض والمعاناة النفسية وتخلصك من اضطراب ما بعد الصدمة، لذا عليك من الآن فصاعدا برمجة أحلامك لتتمكن من حل مشكلاتك.

إنشرها