أنظمة الحماية الاجتماعية وتحمل الضغوط «1من 2»
تعد الصدمات الاقتصادية تهديدا رئيسا لجهود الحد من الفقر وتحقيق الرخاء المشترك. وقد سلط تقرير الفقر والرخاء المشترك لعام 2020 الضوء على ما يحدثه تغير المناخ والهشاشة والصراع من تأثير سلبي في الجهود العالمية الرامية إلى الحد من الفقر وزيادة الرخاء، مشيرا إلى أن نحو 132 مليون شخص قد يجدون أنفسهم مدفوعين للسقوط في براثن الفقر بحلول عام 2030.
في الواقع، يعد الفقراء هم الأكثر عرضة للآثار السلبية للصدمات بسبب أماكن إقامتهم وعملهم وعدم قدرتهم على التأمين الذاتي. وغالبا ما يتعرض الأشخاص المتضررون لخسائر تؤثر ليس في دخولهم اليوم فحسب، بل أيضا في قدرتهم الإنتاجية في المستقبل.
لهذا السبب، يتعين علينا التصدي للتعرض لخطر السقوط في براثن الفقر إذا أردنا إحراز تقدم مستدام في رفع مستويات معيشة الشرائح الأقل دخلا. ويجب علينا أن نفعل ذلك عن طريق إنشاء آليات تتيح للفئات الفقيرة والأكثر احتياجا بناء القدرة على الصمود، وأيضا من خلال تقوية شبكات الأمان.
وللحديث عن أدوات لتحسين التصدي للأزمات في المستقبل، فيمكن أن تساعد التكنولوجيا على زيادة القدرة على التنبؤ بعديد من الصدمات والأزمات، مثل جائحة فيروس كورونا، وتأثيراتها. على سبيل المثال، تتزايد قدرة البيانات وأنواع التكنولوجيا الجديدة على وضع نماذج للظواهر المناخية بالغة الشدة وتتبع آثارها في الأسر عندما تحدث بالفعل. وبالمثل، شهدت طرق تقييم المخاطر وقياس تعرض الأسر للخطر ومستوى الفقر الذي تتعرض له تحسنا كبيرا على مدار الأعوام القليلة الماضية. ويمكن أيضا استخدام أدوات تحليل قابلية التعرض لخطر السقوط في براثن الفقر، إلى جانب بيانات الأقمار الصناعية، لتحديد عدد الأشخاص الذين سيكونون في حالة احتياج في أثناء الأزمة ومكان وجودهم. واستنادا إلى هذه المعلومات ستتمكن السلطات المحلية من تقييم ما إذا كان بمقدور الأسر والأفراد المعرضين للخطر الحصول على خدمات شبكات الأمان القائمة. لذلك، يمكننا في الواقع البدء في تقييم مدى استعداد أنظمة الحماية الاجتماعية المتاحة قبل حدوث الأزمات.
في أعقاب الأزمة المالية في 2007 - 2008، أصبح اختبار القدرة على تحمل الضغوط لقياس قدرة البنوك التجارية على تحمل الصدمات المالية النظامية ممارسة شائعة. وباستخدام هذا النهج، قام البنك الدولي بتشكيل فريق متعدد التخصصات الذي أطلق أداة اختبار القدرة على تحمل الضغوط لقياس قدرة أنظمة الحماية الاجتماعية عن طريق مقارنة حجم الاحتياجات وتوقيتها في أعقاب الصدمات، مع إمكانية توسيع نطاق الأنظمة القائمة وزيادة قدرتها على التكيف... يتبع.