أنا في الاستراحة

يأتي علم الاجتماع كأحد أهم العلوم التي تغذي المجتمع بكثير من النظريات والبحوث ودراسة وطرح حلول لكثير من القضايا في المجتمع بالتعاون مع الجهات المختصة. ولكن عندما نجد قضية مثل الاستراحات وتأثيرها السلبي في المجتمع منذ عقود دون أي حلول فقد نشكك في دور المختصين أو نوعية دراساتهم.
مع الأسف، أصبحت الاستراحات جزءا من حياة المواطن في غيابه المتكرر عن البيت لساعات طويلة دون أي أدنى فائدة تذكر. عديد من الدراسات أكدت أن الاستراحات سببا في الطلاق والتفكك الأسري وتعاطي المخدرات ومكمن للتجمعات المتطرفة وبؤر الفساد وضياع الوقت بحكايات رخيصة وقصص مشاهير التواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل والمقاطع السخيفة.
لا أعرف كيف برجل عاقل وواع يمضي أكثر من ثلاث ساعات يوميا في جلسة تتكرر فيها الأحاديث والنكت والمواقف! إذا كان الأب يذهب إلى الاستراحة والابن المراهق في الاستراحة فمن بقي في البيت! كل هذا يدل على أن الوقت أرخص سلعة في زمننا هذا لدرجة أنه عندما يكون الشخص فاضيا يرسل لأصدقائه، يا شباب أنا في الاستراحة.. وينكم! ثم يأتون بلا تردد.
إن إزدياد الطلب على الاستراحات والوجود شبه اليومي يعطي دلائل على أن هناك خللا في التربية وضعفا في المسؤولية الاجتماعية تجاه الأجيال القادمة. كنا نظن أن توافر أماكن خاصة لاستمتاع الرجال خصوصا الشباب قد يقلل نسبة الوجود في الاستراحات، ولكن مع الأسف المؤشرات لا تقول ذلك وهنا وجبت دراسة الوضع ومعرفة الدوافع والأسباب. إن من يمضي تلك الساعات في الاستراحة بشكل يومي عليه مراجعة نفسه ومراجعة قواه العقلية والنفسية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي