التجربة الناجحة

تستضيف وتترأس المملكة مؤتمر وزراء التنمية والشؤون الاجتماعية والمجالس الوزارية العربية المعنية بالقطاعات الاجتماعية ومنتدى برنامج إدارة التحولات الاجتماعية الذي سيعقد خلال الشهر الجاري في الرياض تحت عنوان "الآثار المتباينة لـجائحة كوفيد - 19، رسم مسارات التعافي للمنطقة العربية ودعم الفئات الضعيفة والهشة في الأوبئة والأزمات".
الاجتماع الوزاري هو الأول من نوعه الذي يشهد إقامة منتدى دولي بتنظيم "اليونسكو"، ويبدو لي أن رئاسة المملكة كرئيس للدورة تتجاوز البروتوكول إلى ما هو أعمق، حيث إنها اليوم وباعتراف دولي عززه الواقع المعاش بالأرقام ونراه بأعيننا هي من الدول القلائل التي نجحت بامتياز في التعامل مع الجائحة، وامتصاص آثارها خصوصا الآثار الاقتصادية في الأعمال وفرص العمل، وحققت نجاحا منقطع النظير في احتواء الداعيات الاجتماعية والإنسانية والصحية، فيما لايزال العالم ومن ضمنه بعض الدول العربية يحاول احتوائها.
ليس سرا أنه رغم تحسن الوضع الوبائي والوقاية، وقيام الحكومات العربية بجهود حثيثة لتلقيح أكبر عدد من المواطنين، إلا أن التداعيات على مختلف الأصعدة لا زالت تؤثر بشكل كبير في المكتسبات التنموية والاجتماعية وأنظمة الحماية الاجتماعية والأنظمة الصحية وتنفيذ السياسات ذات الصلة بالشباب والسياسات السكانية، فضلا عن استمرار الأوضاع الصعبة لعديد من الدول العربية التي تواجه صراعات وتحديات وحالات نزوح أو لجوء، والدول الأقل نموا هذا من جانب، ومن جانب آخر ما زالت الفروقات الواضحة بين الريف والحضر، وعزوف البعض عن أخذ اللقاحات، كل ذلك يشكل عوائق كبيرة أمام جهود مكافحة الوباء.
في كثير من أنحاء العالم ومن بينها أجزاء من العالم العربي أثرت الجائحة بشكل كبير في مختلف الفئات الهشة في المجتمع من أطفال ونساء وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، وزادت من الصعوبات التي تواجههم بما في ذلك التمييز الاجتماعي وعدم تمكنهم من الوصول بالشكل المطلوب إلى وسائل التوعية والحماية، ولعل المؤتمر والمنتدى أعلاه يقدم السعودية كنموذج يمكن استلهامه والاسترشاد به.
كلما قرأت خبر إرسال المملكة لقاحات أو أجهزة تنفس أو أسطوانات الأكسجين إلى الدول المحتاجة والمتأزمة شعرت بفخر النجاح وقيمة العطاء، والعطاء ليس فقط بماديات ملموسة على أهميتها، أنه يشمل أيضا الخبرة والتجربة والممارسة الصحيحة التي يمكن استثمارها.
الهدف العام للمؤتمر والمنتدى هو دعم الحوار بين المسؤولين بشأن تجارب الدول في التعامل مع الجائحة، وأجد أن تجربتنا في المملكة هي من بين الأنجح في العالم وأتوقع تبني خطوطها العريضة من كثير من الدول الباحثة عن نتائج عملية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي