default Author

الجائحة الصامتة

|
اسمه لطيف يوحي لك بالطعم اللذيذ والمذاق الحلو، لكن ليس له من اسمه نصيب، إنه عدو صامت يتسلل لجميع خلايا جسدك ويفتك بها بالتدريج لا تشعر به إلا حين يقضي على أحد أعضائك أو حواسك، إنه مرض السكري.
أحد الأمراض المزمنة التي تعايش معها المرضى إلى حد التساهل، ما يجعل خطره أقوى وأشمل وبالأمس 14 تشرين الأول (أكتوبر) كان اليوم العالمي لمرض السكري وهو اليوم الذي ولد فيه الطبيب فردريك بانتنج. وشعاره هذا العام (إن لم يكن الآن فمتى؟) ويوافق مرور 100 عام على اكتشاف العالم فردريك ومجموعته علاج مرض السكري (الإنسولين) وحاز هو وزميله جون ماكليود جائزة نوبل عام 1923 وإضافة لعلمهما تميزا بأخلاق الفرسان إذ تقاسما الجائزة المالية مع مساعديهما اللذين لم تشملهما الجائزة.
أدى اكتشاف الإنسولين إلى إنقاذ البشرية بعد أن كاد يفتك بها مرض السكري الذي ظل يحصد الأرواح لمدة أربعة آلاف عام في غضون أسابيع وجعل بالإمكان التعايش مع المرض لأعوام، إنه واحد من أعتى الأمراض وأوسعها انتشارا في الأرض وأعمقها تداعيات وأخطرها مضاعفات على صحة الإنسان، إذ بلغ عدد المصابين به في العالم 463 مليون شخص، وقد تضاعف عدد مرضى السكري أربع مرات منذ عام 1980، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من نصف مليار بحلول 2030، وهذا ارتفاع مرعب لمرض يهدد حياة البشر إذ بلغ عدد الوفيات بسبب مرض السكر ومضاعفاته 1.5 مليون شخص سنويا مع ارتفاع في نسبة الوفيات وصل 70 في المائة على الصعيد العالمي في الأعوام الأخيرة وتظهر الأرقام أيضا أن نسبة 10 في المائة من الإنفاق الصحي العالمي مخصصة لعلاج مرض السكري.
تحتل المملكة المركز السابع عالميا من حيث عدد المصابين بمرض السكري، بحسب الإحصاءات الأخيرة، إذ تعد السعودية ودول الخليج الأعلى معدلات بين الدول العربية، بسبب نمط الحياة غير الصحي من غذاء وقلة حركة، يموت منهم أكثر من 52 في المائة بسبب مضاعفات قلبية وعائية. وتشمل المضاعفات الأخرى الطويلة المدى تضرر العين والكلى وبتر الأطراف السفلية.
ومع جهود المملكة للحد من انتشاره وتخفيض نسبة الإصابة به إلى 10 في المائة بدلا من 18 في المائة بحلول عام 2030 باتخاذها جميع التدابير لإنشاء دولة أكثر صحة واعتمادها برنامج جودة الحياة 2020 وتكثيف البرامج التوعوية والترويج للنشاطات الصحية الداعمة للصحة والحث على المعالجة المبكرة إلا أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأشخاص أنفسهم خصوصا في بلد وفر كل سبل العلاج والوقاية.
إنشرها