الاستثمار في السلع والخدمات البيئية
مبادرة السعودية الخضراء تفتح آفاقا جديدة وفرصا استثمارية في مجالي السلع والخدمات البيئية محليا، ولا سيما أنها الحزمة الأولى التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باستثمارات تقدر بـ 700 مليار ريال. في واقع الحال، تعد السعودية أفضل منتج للنفط وفي الوقت ذاته الأقل في الانبعاثات الكربونية مقارنة بالمنتجين الآخرين، وهذا نتيجة لسياساتنا المتسقة والواضحة بين الاقتصاد والبيئة، ثم إن المملكة دائما ما تتعاطى بشكل إيجابي مع التحديات المناخية العالمية رغم المبالغات التي نراها من بعض الدول التي لا تنسجم مع السياسات الرشيدة في الجمع بين النمو الاقتصادي واحتياجات شعوب الأرض للطاقة وحماية الكوكب من التلوث بطرق آمنة ومتوازنة، ولا سيما أن هناك 700 مليون شخص حول العالم يعانون نقص مصادر الطاقة، كما ذكر وزير الطاقة السعودي.
الفرص التي صنعتها وستصنعها السعودية من الاقتصاد الدائري والأخضر ومبادرة السعودية الخضراء التي تستهدف خفض الانبعاث الكربونية بمقدار 214 في المائة عن المستهدف السابق، أي: من 130 إلى 278 مليون طن، مع مواصلة رفع كفاءة استخدام الطاقة وتعديل مزيج الطاقة الداخلي ليصبح 50 في المائة من الغاز والطاقة المتجددة بحلول 2030.
جميع مبادراتنا تأتي منسجمة ومتوافقة مع الاحتياجات الاقتصادية المحلية والعالمية للطاقة، وفي الحين ذاته تحد من الآثار البيئية وتحولها إلى فرص استثمارية بنماذج جديدة ومستدامة. فقد حقق الاقتصاد السعودي مكاسب جديدة وفتح فرصا استثمارية في مجالات أخرى في الاقتصاد الدائري، مثل إنتاج الوقود من النيتروجين والطاقة النظيفة والمتجددة، نجحنا في تصدير 40 طنا من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان في 2020 لاستخدامه في توليد طاقة خالية من الكربون. أما مرحلة ما بعد مبادرة السعودية الخضراء، فإننا ندفع بمزيد من فرص استثمارية للقطاع الخاص في الخدمات والسلع البيئية في مجالات الطاقة والتغير المناخي وجودة الهواء وإدارة المياه والنفايات والتنوع البيولوجي، وتشمل معالجة مياه الصرف الصحي بنسبة 100 في المائة بدلا من 11 في المائة والاستثمار في رصد ومراقبة جودة البيئة والتدريب والتطوير والبحث والاتصالات المتعلقة بحماية البيئية عبر الذكاء الاصطناعي ومشاريع النفايات وتوليد الطاقة النظيفة ومعالجة وإزالة الأضرار البيئة التي بدورها ستحقق الاستدامة على المستويين الاقتصادي والبيئي، ولا سيما أن الرياض تستهدف أن تكون من أكثر المدن استدامة وتنافسية عالميا.