Author

التنفيذيون السعوديون الجدد

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.

أسلوب الإدارة التنفيذية للدول له تأثير جوهري في كفاءة وفاعلية الوحدات الاقتصادية، التي بدورها تؤدي إلى تقدم اقتصادي واجتماعي للدول، فالإدارة الأمريكية تعتمد على حماية مصالح كبار المساهمين من الناحية المالية، في مقابل أن الإدارة اليابانية تتحرك في جوهرها لمراعاة مصالح الموظفين، وتحميل الوحدات الاقتصادية تكاليف نجاح العاملين، وتؤمن بالتوظيف مدى الحياة بهدف تحقيق نجاح استراتيجي ومستقبلي للجميع، أما الربح في الشركات الأمريكية، فيأخذ أولوية على جميع المصالح حتى على مسائلهم الوطنية الكبرى، التي تتعلق بمعدلات البطالة العامة، كما تتعجل الإدارة الأمريكية الأرباح، وقد تصل إلى حدود متطرفة، كاستظهار نتائج من خلال إجراء تراتبية زمنية محاسبيا قد لا تكون لها أرباح اقتصادية حقيقية في مقابل أن الإدارة اليابانية لا تتعجل أرباح المساهمين.
عندما نتأمل المدرستين في العموم، نجد أن الإدارة الأمريكية تقود وحداتها الاقتصادية من خلال الهيكل البيروقراطي، فهم يقودون بذهنية اللجان، أي المشاورة الظاهرية والرئيس يستبد بالقرار، حتى ولو خالف المجموعة، لذا فالصراع على السلطة التنفيذية ظاهر، في حين أن المدرسة اليابانية تعتمد على ذهنية فريق العمل، أي: إن القرار ينطلق من أسفل الهرم حتى مجلس الإدارة، والأغلبية تتوافق على مصلحة ظاهرة ومشتركة، وهذا لا يظهر بشكل واضح في الإدارة الأمريكية المنفردة بالقرار في الإدارة التنفيذية العليا، ولو من زاوية ضيقة، ثم إن الإدارة الأمريكية توظف وتفصل العاملين بشكل منفرد دون أهمية لوجود أسباب جوهرية للفصل، بخلاف اليابانيين، لذا فإن التنافسية الفردية ظاهرة في الإدارة الأمريكية عموما، من أجل نيل المكاسب المادية والمناصب ولو بطرق ملتوية، أما في نموذج المدرسة اليابانية فيعد العمل بروح الفريق الواحد وتحييد الفردية أسسا سائدة في الوحدات الاقتصادية اليابانية، ورغم تلك التباينات، توجد داخل كل بلد اختلافات تعاكس الوضع السائد، وفي الوقت ذاته، لو تعمقنا في "الكايزن" اليابانية أو "الهندرة" الأمريكية كمنهجيات، سنجد أنها نتائج تجميعية لطبيعة ما يدور في الوحدات الاقتصادية في كل بلد.
ما يدور في وحداتنا الاقتصادية من عمل لتحقيق مستهدفات "رؤية 2030" يظهر لنا بوادر تشكل هوية خاصة للإدارة التنفيذية السعودية الحكومية والاستثمارية والريادية والخيرية، لدينا نموذج إدارة تنفيذية جديدة، وبنسق وهوية غير مسبوقة في تاريخنا الإداري، يمزج بين أفضل الممارسات العالمية وقيم وثقافة الشعب السعودي وبطريقة مبتكرة تحتفل بالنتائج لا بالجهود أي، براجماتية عملية مؤطرة بقيم أخلاقية سامية تقوم على أسس صلبة من وضوح الأهداف ولياقة الإنجاز المستدام ومشاركة التجارب بين الوحدات الاقتصادية ضمن بيئات عمل تتجه نحو نشر البهجة والسعادة والتعاون في مناطق العمل، ولا سيما أن القادة التنفيذيين الجدد يحاكون طريقة ولي العهد في الإعلان عن الاتجاهات ومبادئ وقيم العمل التي يؤمنون بها تجاه زملائهم ومجتمعهم وأعمالهم، فهل سنرى نمط إدارة تنفيذية سعودية ينتشر في المنطقة وعالميا؟
إنشرها