Author

تجاوز كورونا

|

عاش العالم "ولا تزال دول كثيرة منه" في رعب وخلافات غير مسبوقة بسبب انتشار فيروس كورونا في كل الدول. أثبت الفيروس - الذي لا يرى إلا بالمجهر الإلكتروني - ضعف الإنسان رغم كل ما وصل إليه من العلم والمعرفة والسيطرة على التقنية. نال الأطباء - وهم المختصون في المجال - قسطا غير محدود من هذه الجائحة سواء في مجال الاختلاف والخلاف أو في التعرض للإصابة بالفيروس والوفيات.
أثبتت الجائحة أهمية الوقاية والتعامل الجاد مع ما يمكن أن يؤثر في صحة الناس ، وكان نصيب كثير من أصحاب القرار في الدول الذين لم يكونوا مقتنعين بأهمية السلامة والوقاية، أن كانوا هم ضمن المصابين، ولم يخل أسبوع تقريبا من ورود أنباء إصابة رؤساء وزراء أو وزراء أو حتى رؤساء دول بالفيروس.
بلغت الحالات أرقاما فلكية بكل المعايير، إذ تجاوزت الإصابات 240 مليون، وقاربت الوفيات خمسة ملايين من سكان الكرة الأرضية، ليصبح واحدا من أكثر الأمراض فتكا بالبشرية رغم كل ما عمل لمواجهته. كثير من الغرائب تزامنت مع انتشار هذه الجائحة والعبر كذلك، وهو اليوم عبارة عن مجموعة تحورات تتحدى اللقاح وتنطلق من دولة إلى أخرى.
مع الدعاء بأن تكون هذه الجائحة إلى زوال، نحمد الله الذي هيأ للمملكة من أسباب مقاومة هذا الفيروس الخطير. ما جعلها من أقل دول العالم تأثرا.
لعل تغليب مصلحة المواطن والمقيم واتخاذ إجراءات صارمة في بداية الأزمة، ومن ثم توفير اللقاحات والخدمات الصحية المتنوعة للجميع شواهد على التعامل الناجح مع هذه الأزمة.
كما أن التنسيق المستمر والتوافق الواضح بين مختلف مكونات الدولة من الوزارات والمؤسسات والهيئات كان المسهم الأهم في تكوين منظومة متماسكة منذ البداية. تجاوز الأزمة تم بفضل الله ثم بالقناعة الأساسية بخطورة الوضع، وهو ما فات كثيرا من مسؤولي دول العالم، ما أدى إلى تضخم الإصابات في دول كانت تعد من أفضل دول العالم في الطب والتقنية الصحية والملاءة المالية.
هذا درس مهم تعلمناه من هذه الأزمة، فمع الإعداد المستمر للتعامل مع حالات انتشار الأوبئة وما يماثلها من أزمات، تبقى أهمية وجود تنسيق عام يضمن نجاح الجهة المختصة في تحقيق هدف الخروج بأقل الخسائر، ومع القناعة بخطورة الوضع تأتي مقاومة القرارات الأكثر صرامة، مع أنها المنجية. وهو أمر يتطلب المضي المتواصل لتحقيق الحلول.

إنشرها