Author

يوم المعلم

|
احتفلنا الأسبوع الماضي بيوم المعلم، وبعد الاحتفال والتبريك والثناء الذي يستحقه المعلمون والمعلمات باعتبار أهمية المعلم والدور الحيوي الذي يمارسه في المجتمع وخطورة أثره في مكونات المجتمع، أجدني أتعاطف أكثر مع أولئك الذين يتعاملون مع طلبة مراحل التعليم المتوسطة، حيث يصبح الطالب أكثر حماسا وفورة ورغبة في التغيير وتحقيق الذات.
قد يخالفني كثيرون في اختيار مرحلة الدراسة المتوسطة واعتبارها أهم المراحل، ولا ألومهم في ذلك، لكن ما أراه بالنسبة إلى المراحل الأخرى هو الاعتماد على احترافية المعلم ومهاراته التي يحصل عليها عن طريق تعليمه وحصوله على شهادة تربوية تعني فهمه لمتطلبات العمل ويطورها مع الوقت.
ومع الاعتراف بالفروق الفردية في كل ما سبق، تبقى أهمية قصوى لمعايير القبول في الكليات التربوية والمناهج التي تعتمد فيها، وهذه كلها لا بد أن تكون من أكثر المكونات شمولا ودقة وعناية، فكون الشخص خريج كلية تربوية يجعل منه المشارك الأهم في صناعة مستقبل البلاد المعتمد على النشء.
قضايا كثيرة تدخل على خط هذا النقاش المهم والحيوي، لكن لا بد أن أعود إلى تبرير رؤيتي لمعلمي المرحلة المتوسطة وأهمية تمكنهم من "فرملة" الاندفاع الذي تمثله المرحلة، وليس هناك أدل من الحوادث والجرائم التي نشاهدها في مختلف دول العالم، ومنها ما حدث خلال هذا الأسبوع في إحدى المدارس المتوسطة في الولايات المتحدة.
الإشكالية التي يعانيها نظام التعليم في أغلب دول العالم مع هذه المرحلة بالذات ناتجة عن انفتاح "الطفل/ الشاب" على مساحة أوسع من الخيارات المجتمعية، التي تكون مع الحالة النفسية والتغيير البيولوجي تحديات كبرى إن لم تدر بحكمة وعقلانية من قبل من هم حولهم، سيكون لها الأثر السيئ في مستقبل "الشاب / ة" والمجتمع بكليته.
نستطيع أن نستحضر كثيرا من الشواهد على خطورة المرحلة ، الأهم من هذا هو بناء استراتيجية علمية للتعامل مع هذه المرحلة ومكوناتها، وبناء منظومة عمل متكاملة أهمها وأولها الاختيار الدقيق لمعلمي المرحلة من حيث تكوينهم البدني وقدرتهم النفسية والاجتماعية والعلمية، وتزويدهم بما يحتاجون إليه من وسائل الدعم والوعي لكل ما يمكن أن يواجهون في المدارس التي يعملون فيها، وهذا أمر فيه مؤثرات شتى تحكمها اختلافات البيئة التي يعمل فيها المعلم بما فيها من معايير ومحاذير ثقافية ومجتمعية وسلوكية.
وفق المعلمون والمعلمات والطلبة والطالبات.
إنشرها