قيمنا و«دارنا»

مهما اختلف الباحثون والمتخصصون في صياغة تعريف القيم فهم يتفقون على فكرة مفادها، أن القيم عبارة عن منظومة متنوعة مثل القيمة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية والرياضية والوطنية والصحية وغيرها.
هناك قيم عالمية تشترك فيها جميع الشعوب، وهناك قيم التسامح والمسؤولية وقيم احترام الآخر والتعامل معه وقيم التعاون وقيم التقدير وقيم التعايش وقيم احترام الثقافات، وقيم احترام الذات وقيم العدالة والمساواة والحوار والسلام والصدق.
وجدت احتفائي بذكرى اليوم الوطني، التي تصادف غدا، يذكرني بهذه الكلمة، القيم، ووجدتني وأنا أردد مع جميع المواطنين والمقيمين "هي لنا دار" أختارها وسيلة لأعلن حبي وولائي ضمن إعلاننا جميعا لهذا الوطن.
القيم السعودية مشتركة مع كثير من القيم العالمية الإنسانية والمهنية، والقيمة السعودية لها حضور، ليس في وجدان السعوديين وحدهم، بل في عقل ووعي كل منصف للآخر، ومحترم لحقوق الآخرين في أن يعيشوا وفق قيمهم التي يرون، والأسلوب الذي يرتضون.
القيم السعودية أوصلتها إلى المكانة السياسية المحترمة والمقدرة التي تعد في الطليعة، وإلى مكانة اقتصادية معروفة الموقع والسبب والتأثير، ومكانة في التصنيف الاجتماعي زادت مع تزايد الحريات في اختيار أسلوب التفكير والحياة، وما نفعله في رؤيتنا الجميلة سيزيد المكانة باطراد في مجالات ومواقع أخرى.
تتمنى أن تكون بلادنا الأقوى والأفضل تقنيا، صناعيا، أدبيا، وسلوكيا، أن تكون صاحب الفرد المنتج، المسهم في تنمية لا ترتكز باستمرار على مورد طبيعي، وأبشرك أن أمنياتك تتحقق شيئا فشيئا، فالتحول مستمر وبقوة، برغبة موجودة لدى القيادة الحكيمة، وواجبنا الوطني أن نجعل هذه الأمنيات موجودة محبوبة في وجداننا، ووجدان أطفالنا، وجيراننا، وأصدقائنا، وأحبائنا، ومفعلة في جميع جوانب حياتنا.
ذكرى اليوم الوطني، تذكير بالتوحيد والوحدة والحب، بمؤسس البلاد، وهي يجب أن تكون أيضا تحفيزا للتنافس مع الآخر، التنافس الإيجابي المرتكز على القيم، الذي يمكن أن يرسخ القيم السعودية الخاصة من بين القيم الإنسانية العامة.
كل عام وأنت يا وطني أجمل، أقوى، وأكثر اتساعا مما تبدو عليه أرضك الرحبة، بأرحب العقول، وأنقى الصدور، والأنفس التي تتوق إلى انتزاع الصدارة، وتروم إلى خصوصية حقيقية، خصوصية التفوق والإبداع، ومقارعة الأقوياء، ومساعدة أنفسنا على تحسين جودة حياتنا، ليزداد تأثيرنا في تحسين جودة حياة البشرية، والكوكب الذي يضمنا جميعا.
كل عام ودارنا وأهلها بحب وخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي