Author

التفوق الرقمي

|
جاء لقاء مجموعة الوزراء مؤكدا التوجه الواضح للمملكة نحو تبني أحدث التقنيات والتعاون مع أقوى شركات التقنية العالمية، ليؤكد حيوية ونشاط الحراك الحكومي في هذا المجال المهم. أغلب قطاعات الدولة تجاوزت القطاع الخاص في تبني التطبيقات التقنية وتحويل الحياة إلى حالة من التعامل الشفاف والسريع والمرن، الذي يمكن المستخدم من التعامل مع كل استحقاقاته والتزاماته من خلال منظومة يندر وجود مثيلها.
التنافس المحموم بين الجهات الحكومية، الذي تدعمه وزارة الاتصالات وهيئتها، يتطلب مزيدا من الجهود من قبل الشركات المسؤولة عن تقديم الخدمات السايبرية، وهنا تصبح الإشكالية أكبر لدى مقدمي الخدمة، الذين لا يتبنون المستوى نفسه من الحراك والنشاط أو يسبقونه في الواقع.
عندما نتحدث عن الشراكة المقبلة مع عمالقة الإنترنت مثل: "جوجل، مايكروسوفت، أمازون، وأبل"، يتضح حجم الثغرة التقنية التي لا بد أن تردمها الشركات العاملة في السوق السعودية، وهي إن لم تفعل؛ فستكون ضحية للتسارع الكبير في التعامل مع المنصات والتطبيقات وتوفير الخدمات الإلكترونية، حيث من المتوقع أن تكون المملكة وجهة مناسبة تماما لهذه الشركات على أساس مهم، وهو كفاءة السوق المستهدفة والثقافة السايبرية المتوافرة لدى المستهلك والدعم الواضح الذي تقدمه الأنظمة والتشريعات في المملكة.
نأتي إلى العنصر الأهم في المعادلة، وهو المستهلك الذي يبدو أنه في الطريق نحو تملك قوة خارقة أداتها الأساس هي المكونات الافتراضية، هنا لا بد من التذكير أن الثقافة الحاسوبية التي يتمتع بها صغار السن، تستدعي التوجه نحو تبني تطبيقات مهمة ومفيدة، وهو الهم الأساس لكل من يريد أن يدخل هذه السوق، ولعل من حسن الحظ، أن أغلب سكان البلاد هم من الفئة العمرية التي نشأت وعايشت التقدم التقني الهائل، حيث تتجاوز نسبة من هم دون سن الـ30 في المملكة 60 في المائة من تعداد السكان. يسهم الأمر في ضمان سوق متحمسة للجديد، ما يؤكد أن خطط الوزارة تسير في الاتجاه السليم.
كما أن الخدمات الموفرة من مختلف مكونات القطاع العام، سواء في الأمن أو الصحة أو العدل وغيرها ستكون محور اهتمام الشركات التي تخطط إلى دخول السوق، ولا ننسى أن هناك فتوحا مهمة في المجال من ضمنها الربط بين تطبيق "توكلنا" ومنظمة الطيران العالمية، وهو أول ربط من نوعه، حسب علمي.
إنشرها