محشي بالكورونا
لم تضع الجهات المعنية السياسات والإجراءات الصارمة بشأن منع انتشار كورونا عبثا، ما جعل بلادنا في مقدمة الدول التي يشار لها بالبنان في مواجهة هذه الكارثة، لتصبح تجربة ملهمة استفاد منها عديد من الدول. ومع هذا هناك من يأتي ليتلف كل هذه الإنجازات.
خلال الفترة الماضية تم رصد عدة أفراد مصابين وهم يتجولون في الأماكن العامة، بل ووصل بعضهم أن يجاهر بتصوير أنه "محشي بالكورونا" ويسير بين الناس! ورغم قلة عدد هذه الفئة، إلا أنه قد تكون هناك إصابات تعيش بيننا وترفض الإفصاح وهنا مكمن الخطورة في غياب المسؤولية والأمانة.
فالدولة عندما صرفت المليارات ووضعت التشريعات والعقوبات بشأن هذا الوباء، كان الهدف الرئيس هو حماية المجتمع والحد من انتشار الفيروس. ورغم أن العقوبات قد تصل بالسجن مدة إلى خمسة أعوام وغرامة تصل إلى 500 ألف ريال، ومع هذا نجد ممارسات البعض لا تزال مستمرة، وهنا يستوجب تكاتف وتعاضد المجتمع في الإبلاغ وعدم السماح بهذه الممارسات.
والمسؤولية هنا تقع على الفرد قبل المجتمع في محاصرة هذه الفئة التي ترتدي حزاما فيروسيا قد ينسف كل من حولهم، وهذه الدائرة ربما تتوسع أكثر وأكثر. وهنا أقترح رصد مكافأة أو جائزة لمن يبلغ عمن يحمل كورونا ولا يتقيد بالإجراءات الاحترازية، لأن هذه الفئة كمن يبلغ عن مجرم هارب، فالتساهل في هذا الأمر خيانة وطنية،
نراهن كثيرا على وعي المجتمع في هذه المسألة وعلى يقين تام أن تضافر جهود الأفراد سيسهم في محاصرة الفئات التي لا تخاف الله في نقل الوباء، من أجل حماية الوطن والعودة للحياة الطبيعية بحب وسلام ووئام.