default Author

عواطفك تتحكم في ميزانيتك

|
تعودنا أن نمنح وقتا لكل شيء إلا أنفسنا، خصوصا نحن الشعوب العربية والخليجية ننشغل بالناس، مستواهم، حركاتهم، سكناتهم، وننسى أنفسنا، ونتيجة لذلك، يتولد لدينا شعور بالنقص، سواء على مستوى الصحة أو الجمال والمال.
ويضرب لنا المحاسب "روبرت بيل" أروع الأمثلة في تجربته، التي عرف من خلالها نفسه وأصلح من وضعه، ثم بدأ في مساعدة الآخرين على أن يلتفتوا لأنفسهم ويراقبوا تصرفاتهم، خصوصا على الصعيد المالي بحكم تخصصه، ويفاجئنا بسر خطير، يقول روبرت، "أنا أجيد التعامل مع الأرقام، ومن خلال إدخالها في عمليات حسابية، أستطيع معرفة ما سيحدث، وهذا الأمر لا يشغلني، إنما تقلقني تلك القصص العميقة المتوارية خلف الأرقام التي لا تستطيع الأرقام البحتة إخبارك عنها، وتتجاوز استراتيجيات توفير وجني المال إلى ما هو أبعد من ذلك، عواطفك ومشاعرك التي تتحكم في تصرفاتك".
بدأ الأمر مع بيل حين قال له أحدهم، "أنت مهووس بالشوكولاتة". وكان رده، "ماذا؟ كلا، غير صحيح". ثم تساءل، هل يمكن أن أكون في حالة إنكار للهوس الذي لدي؟ هل كنت أنفق كثيرا من المال على الشوكولاتة ولم ألاحظ الأمر؟ وكانت هذه فرصته العظيمة لاختبار نظريته.
قام بيل بتتبع ما ينفقه على الشوكولاتة، وبدأ الغموض ينكشف، حيث وجد أن حبه لها، يدفعه لإنفاق نحو 50 دولارا شهريا وبالذات في الأشهر التي يكون فيها مضغوطا جدا أو سعيد جدا، وبتحليله لمصروفاته، وجد أن هناك نمطا عاطفيا، فهو يتجه للشوكولاتة وقت فرحه الشديد أو ألمه العميق، واكتشف بتتبعه لنفقاته، قصته الحقيقية مع الإنكار والخوف من مواجهة نفسه والاعتراف، أن سبب زيادة وزنه ليس قلة ممارسة الرياضة فقط، بل نظامه الغذائي الغني بالشوكولاتة. لذا حاول تطبيق نظريته على عملائه ومساعدتهم على رؤية ما تخفيه الأرقام، وإدراك نمطهم العاطفي من خلال تتبع نفقاتهم.
منهم ممرضة، كانت تعجز عن ادخار المال، وترجع ذلك إلى جهلها في التعاملات المالية وبتتبع نفقاتها ونمطها العاطفي، وجد بيل، أنها تنفق جل دخلها في شراء الملابس والأحذية باهظة الثمن، لتبدو أمام أصدقائها ناجحة ومبهرة، وتشعر بالتقدير حين تهزمها الحياة. علاقتنا مع المال تعكس علاقتنا مع الحياة، فعاداتك المالية تكشف كثيرا عنك، آمالك ومخاوفك وأحلامك وغيرها من الحقائق الشخصية العميقة التي قد لا تكون على دراية بها، خذ ورقة وقلم وتتبع مصروفاتك لتتعرف على نفسك وتعيد ترتيب حياتك نفسيا وماديا.
إنشرها