Author

نظريات القيادة .. كيف نستأنس بها؟

|
تناولت في الأعداد السابقة عددا من النظريات المفسرة لمفهوم القيادة وممارساتها. هذه النظريات ليست الوحيدة لكنها الأشهر في تفسير سلوك القادة، أو إيضاح المهارات والخصائص التي يجب أن يمتلكها القائد، وكان منها: النظرية الموقفية للقيادة Contingency theory، نظرية الرجل العظيم Great Man theory، نظرية المعاملات Transactional Theories، نظرية التشاركية Participative theory، نظرية القوة والتأثير .Power and influence theory هذه النظريات جزء من نظريات درست على مدى عقود وربطت بمهارات وسلوكيات القائد وتفاعل المرؤوسين معه، وأصبحت مرجعا لكل قائد لاكتساب المهارات السلوكية التي تمكنه من التعامل مع كل حالة أو لرسم مساره المهني. وهناك عديد من الطرق للتفكير في القيادة، بدءا من التركيز على السمات الشخصية للقيادة العظيمة، إلى التأكيد على جوانب الموقف التي تساعد على تحديد كيفية قيادة الناس. مثل معظم الأشياء، تعد القيادة موضوعا متعدد الأوجه إلى حد كبير وهي مزيج من عديد من العوامل التي تساعد على تحديد سبب تحول بعض الأشخاص إلى قادة عظماء.
نظريات القيادة تدرس صفات القادة الجيدين، حيث قام علماء النفس بتحليل وتطوير نظرية القيادة، واكتشاف الصفات المشتركة أو الأنماط السلوكية للقادة المتميزين التي تتضمن: السمات الشخصية، الإجراءات الممارسة، بيئة العمل، الوضع والحالة المرتبطة بها، عملية اتخاذ القرار، كيفية تلقي المدخلات من معلومات وممارسات، وكيفية المحافظة على العلاقات.
يختلف أسلوب القيادة الذي يمثل الطريقة التي يتعامل بها القائد مع أعضاء فريقه. حيث تم تطوير أساليب القيادة رسميا كنتيجة للدراسات في نظرية القيادة، ويتضمن كل أسلوب صفات مميزة. تشتمل أساليب القيادة الشائعة على: أسلوب التدريب وتطوير Coach فيقوم القائد بفهم نقاط القوة والضعف، ويساعد الناس على تحديد الأهداف ويقدم كثيرا من الملاحظات والتوجيهات. أسلوب البصيرة والرؤى visionary الإدارة من خلال الإلهام والثقة. أسلوب المساندة Servant حيث يركز على مساعدة أعضاء الفريق للشعور بالرضا والإنجاز. الأسلوب الاستبدادي أو ممارسة السلطة Autocratic or authoritarian يتخذ قرارات بمساهمة قليلة أو معدومة من الآخرين. أسلوب عدم التدخل Laissez-faire or hands-off حيث يقوم القائد بتفويض المهام ويوفر قليلا من الإشراف. الأسلوب الديمقراطي Democratic وفيه يأخذ في الحسبان آراء الآخرين قبل اتخاذ القرار. أسلوب رسم الأهداف نظريا Pacesetter حيث يضع القائد معايير عالية ويركز على الأداء. والأسلوب البيروقراطي Bureaucratic ويتبع فيه تسلسلا هرميا صارما ويتوقع من أعضاء الفريق اتباع الإجراءات.
كما يجب على القائد أن يحدد نظرية القيادة الخاصة به وأسلوبها التي يمكن أن تساعد على تحديد مجالات القوة والضعف لديه واتخاذ الإجراءات لتحسين مستواه كقائد أفضل، من خلال التفكير في الصفات التي يمتلكها والصفات التي يمكن تطويرها. اتجه نحو نظرية القيادة التي تتفق معها أو ترغب في اتباعها. ومن خلال تقييم مهاراته الخاصة، يمكنه فهم كيفية قيادة مجموعته بشكل أفضل. فبعض نظريات وأنماط القيادة تناسب بيئات عمل معينة أكثر من غيرها. فمثلا، مدير مبيعات الذي يهدف إلى تحقيق هدف معين في فترة زمنية، قد يفضل أسلوب قيادة المعاملات للتأكد أنها تحقق هدفه. كما يمكن القائد أن يمارس أسلوبا واحدا أو تجربة مزيجا بناء على احتياجاتك.
إنشرها