default Author

نسختك المطورة

|
تجتاحك الأحزان، وتشعر دائما بالإحباط والوحدة، تكثر من الشكوى وتنظر بسوداوية إلى كل ما حولك، تتعاظم الأمور البسيطة داخلك، لتصبح هما يجثم على صدرك، تقضي معظم وقتك في التحسر على ما فات، تنتظر من يرمي لك طوق نجاة لينقذك مما أنت فيه، غافلا عن أن الطوق موجود حولك، لكنك لم تقم بنفخه، وحبال النجاة معلقة أطرافها بيديك، كل ما تحتاج إليه هو أن تراها.
نقضي عمرا في البحث عمن يدعمنا ويدفعنا إلى النجاح، ونعلق أسباب فشلنا على ذاك الآخر، وأن سبب كل ما نحن فيه هو أننا لم نجد الداعم أو نفتقر إلى الحظ.
لكل هؤلاء، نقول: أنت الداعم الأول لنفسك، ومن لم يستطع أن ينهض من عثرته بنفسه، سيكون أضعف من أن يعرف كيف يستغل ما يقدمه الآخر له.
تحسين حياتك لن يحدث من خلال الأماني والطموحات والحظ وبدعم من الآخر، بل على العكس تماما، تجد أكثر الناس نجاحا هم من يحاربون وبشراسة، نجاحك وسعادتك وتحقيقك أحلامك يعتمد على نوعية تفكيرك والخطوات التي تتخذها للوصول إلى الهدف، إذا نجحت في عملها تكون بذلك صنعت النسخة المطورة منك.
تقول هيلين كيلر، وهي الفتاة التي عانت فقدان السمع والبصر معا، "الشيء الوحيد الأسوأ من كونك أعمى، هو امتلاك البصر، ولكن دون رؤية" عندما ترى شخصا أعمى البصر يتملكك الحزن وتشعر بفيض من التعاطف معه، وتتساءل كيف له أن يعيش دون أن يرى العالم، وتتعجب عندما تبتسم تلك الابتسامة العذبة على محياه، لتكشف لك في العالم أنه المبصر الحقيقي، لأنه تجاوز ما هو فيه، وصنع له عالما أجمل حتى من الواقع، ولم يقف عند حدود نظرك.
اجعل لنفسك رؤية خاصة، من خلالها تستطيع تحديد طريقك لأهدافك التي تراها في آخر الطريق بدقة، ثم اجتهد للوصول إلى أهدافك يوميا، لا تسمح للخوف أن يهزمك، ولا للضعف أن يسيطر على إرادتك، الخوف في حقيقته ما هو إلا محاولة جسمك الدفاع عنك، وهو جزء من الحياة وجيد في حالات معينة كي تنجح بلا خسائر، بحثك عن لب المشكلة والغوص في أعماقك يمنحك القدرة على إيجاد الحلول حتى لو اعتقدت أن تلك الحلول أكبر من قدراتك فأنت تحفز دماغك باستمرار لتبقى دائما في الطريق الصحيح. ولتحقيق ما تريد، عليك الاطلاع على تجارب الآخرين والتدريب المستمر حتى لو قليلا، وتحويله إلى عادة يومية، ثم كافئ نفسك كلما حققت إنجازا وتغلبت على عقبة. طرف حبل النجاة في يدك، فقط اجذبه إليك.
إنشرها