Author

الثروة النباتية في العلا

|
محافظة العلا إحدى محافظات بلادنا الغالية وتشغل موقعا جغرافيا متميزا، تبلغ مساحتها 29261 كيلو مترا مربعا، وقد كانت العلا من أكبر المناطق الحضارية ومن أهمها. وتعاقب على سكنها حضارات كثيرة تركت آثارا معروفة. تشكل الأراضي الزراعية ما نسبته 70 في المائة من أراضي المحافظة. تتميز بخصوبة تربتها وتنوع تضاريسها ما بين سهول رملية وأراض حصوية وبركانية وصخرية. كل ذلك أدى إلى نمو النباتات بشكل واسع في المحافظة التي تتنوع ما بين نباتات طبية وعطرية ورعوية وغيرها. تمتاز المحافظة بوجود أودية كبيرة مثل الخمسي وصدر وحماطة وأبو راكة والخالص، وكلها تصب في أكبر الأودية وهو وادي الجزل.
وتنمو على ضفافها غابات كثيفة من الأشجار مثل أشجار الطلح والأثل والغضا، على حين تنمو نباتات أخرى في المناطق السهلية المفتوحة مثل، الرمث والحرمل والرتم والكلخ وغيرها كثير. أما في وقت الربيع ومع هطول الأمطار فتظهر المئات من النباتات الربيعية ذات المناظر الجميلة والروائح الزكية مثل، الشيح والقيصوم والجثجاث والأقحوان.. يقول جرير،

نبتت بمنبته فطاب لشمها
ونأت عن الجثجاث والقيصوم

على حين يقول عمر بن أبي ربيعة،

إحدى بنيات عمي دون منزلها
أرض بقيعانها القيصوم والشيح

كما تنمو في محافظة العلا أشجار البان "المورينجا" Moringa peregrina، وهو نبات معروف يستخرج منه زيت يعد من أفضل الزيوت النباتية على الإطلاق، يسمى ـ زيت البان العربي ـ يحتوي على مكونات كيميائية معينة مكنت من استخدامه في أغراض طبية وتجميلية وتغذوية كثيرة. إنه لمن المهم للمحافظة على الثروة النباتية في المنطقة إنشاء حديقة نباتية عالمية تضم كذلك معشبة نباتية herbarium، تحتوي على جميع الوثائق والسجلات لجميع المعلومات النباتية.
كما أنه يلزم للمحافظة على استعادة التوازن البيئي والطبيعي في المحافظة، أن يحرص على تشجيع ودعم تزريع مزيد من النباتات وبالذات الطبية منها والعطرية، لما يمثله ذلك من رافد مهم لتنمية الاقتصاد المحلي خاصة في ظل توافر مقومات نجاح ذلك من حيث خصوبة التربة ووفرة المياه الجوفية، ووجود الجبال التي تعمل كمصدات للرياح بجانب الاستفادة من الخبرات المتميزة لأهل المنطقة في الزراعة. كما أن إنشاء متحف يوثق تاريخ النباتات واستخداماتها الشعبية يعد أيضا أمرا مهما يدعم تحقيق "رؤية 2030" في تطوير المنطقة.
إنشرها