الإدارة بالتمشي أو بالتميلح
فنون ومدارس ممارسة الإدارة متنوعة وكل قائد يختار الأسلوب والنمط المعين في التعامل مع الموظفين بما يحقق أهداف المنظمة، والسؤال الذي يحتاج إلى دراسات عديدة هل اختيار نوعية النمط الإداري أم الشخصية لها الدور في تحقيق النجاح أم كلاهما!
أحد أساليب الإدارة ما يدعي الإدارة بالتجوال أو التمشي Management by walking around (MBWA) وهذا النوع من الإدارة يركز على التجول في مكان العمل أكثر من الجلوس في المكتب ما يعني أن المدير يحصل على المعلومات قبل أن تصل للآخرين، وهذا يعني أن سرعة الاستجابة وصنع القرار سيسبق الجميع. أكثر من أشتهر بالجولات المفاجأة والتجوال على مستوى الوزراء هو الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- والدكتور حمد المانع وزير الصحة السابق، فقد كانا يمضيان أوقاتا طويلة خارج الوزارة ويعودان بقرارات لا انطباعات وفلاشات.
ما يحصل الآن في جولات المسؤولين وهي جزء من مهام أعمالهم هو الإدارة بالتميلح والتصوير لكل زيارة حتى ولو كانت متابعة إنشاء مشروع مواقف سيارات! وجود المصورين وبعض مشاهير التواصل الاجتماعي لرصد المسؤولين مرة مبتسما وأحيانا بالنظارة الشمسية وأخرى بالبشت! بإمكان المسؤول الذي يحرص على صورة منجزاته لا شخصيته أن يوقف المصورين ويقول لهم، عفوا هذا عملي!
فعليا لو طبق مفهوم الإدارة بالتجوال لتصحيح الأوضاع لا لتصيد الأخطاء لاختفى كثير من العيوب والترهلات الإدارية التي كان سببها عدم الاستخدام الأمثل لنوعية هذا النمط الإداري. إن الوجود بالقرب من الموظفين في المنظومة الإدارية يساعد على إذابة جليد التعالي وكذلك بناء جسور من العلاقات الإنسانية بين الرئيس والمرؤوسين بعيدا عن التميلح والغطرسة.