Author

فرصة 96 ساعة

|
أبدأ بتهنئة أحبتي القراء الكرام بعيد الفطر السعيد سائلا المولى جلت قدرته أن يتقبل منا جميعا ويغفر لنا ويجعلنا من عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل وأن يعيننا علي الاستمرار في التمسك بصالح الأعمال التي نهجناها في الشهر الفضيل لتكون حياتنا أفضل ونكون من ربنا ورضاه أقرب.
ومع العيد تفتح الدول أبوابها لاستقبال السياح وتضع كل دولة شروطها لقبول من يرغبون في قضاء إجازاتهم في ربوعها. ثبت للجميع أن المملكة من أحرص دول العالم في التعامل مع الفيروس الذي لم يهدد الصحة فقط وإنما ضرب الاقتصادات والتنمية والعلاقات الاجتماعية في أغلب دول العالم.
كثير من الذين كانوا يعتقدون أننا مبالغون في الحذر من خطر كورونا يغيبون عنا اليوم. هناك من عارضوا كل شيء وحاولوا أن يربطوا نظرية المؤامرة بكل ما يمر بنا من حوادث وإجراءات وتبدل في السياسات وطرق التفاعل مع الفيروس، رغم أنهم يشاهدونه يفتك بكل دول العالم.
إن استثنى الفيروس الدول الفقيرة في بداياته ، فقد ابتلعها مع انتصاف مدته وتمادي قوته وتحولاته التي تزداد فتكا وتنبئ أن هذا الفيروس مستعد لتغيير ملابسه وارتداء حلل أخطر كل منها أشد مقاومة لما تستطيع المعامل أن تنجزه من فحوصات أو لقاحات.
هنا نلاحظ أن شروط الدول تشدد على مدد قصيرة في قبول فحوص الإصابة وهو ما يجعلني أتساءل كيف يستطيع المسافر أن يحجز رحلته وهو قد يقع ضمن فئة الإيجابيين عند الفحص؟ ذكر لي كثير من الأطباء أن نتيجة الفحص قد تعطي الإيجابية رغم عدم إصابة الشخص بالفيروس وهذا يجعل الحمل أكبر على من يريدون السفر وعليهم أن ينفذوا كل إجراءاتهم خلال مدة لا تزيد على 24 ساعة ومن المؤكد أن كثيرا من الحجوزات الدولية بالذات غير ممكنة في مدة محدودة كهذه.
لو نظرنا للموضوع رقميا، سنكتشف أن نتيجة الفحص تستغرق 24 ساعة للظهور، ثم أن أغلب الرحلات الدولية لا بد أن تمر من خلال مطار وسيط وهذا سيضيع ما لا يقل عن 20 ساعة ويبقى من 72 ساعة 28 ساعة للحجز والتوجه للمطارات ومعالجة الإجراءات التي لا تنتهي في المطارات، من تجربة شخصية أعتقد أن من الصعب أن ينهي الواحد التزاماته في وقت قصير كهذا.
هنا أضم صوتي لمن يطالبون بأن يمنح المسافر فرصة 96 ساعة ليبقى لدى المسافر وقت كاف للتعامل مع ما يمكن أن يواجه من الصعوبات والالتزامات والإجراءات، فهل تتحقق هذه الأمنية؟
إنشرها