Author

واقع الرؤى والأحلام

|

في هذه الأزمنة كثرت الرؤى والأحلام أو ما يعرف بالمنامات وبنى عليها البعض أوهاما حسبوها ماء فإذا هي سراب بقيعة، قد يرى الإنسان الرؤيا بنفسه وقد ترى له من قبل شخص آخر، للرؤيا الحقيقية مكانة تستحقها فقد ورد ذكرها في محكم التنزيل في أكثر من موضع، "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ..."الآية، "إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"، وفي الحديث: "الرؤيا ثلاث، فبشرى من الله وحديث النفس وتخويف من الشيطان"، فالرؤيا قد تكون صادقة إما تبشيرية أو تحذيرية وهي من الله سبحانه، وقد تكون مما يشغل بال الإنسان ويحدث به نفسه فتكون أضغاث أحلام ولا اعتبار لها، وإما حلما من الشيطان، ومهما يكن من أمر فقد ذكر الفقهاء أن الرؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعية، وقد استغل بعض الأدعياء تعلق بعض الناس بالأحلام فأصبح تفسير الأحلام شغل من لا شغل له، فألفت في ذلك الكتب وخصصت قنوات فضائية لذلك هدفها الربح المادي أولا وإشغال الناس بما لا طائل من ورائه، كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي أخيرا دورا رئيسا في ذلك، وهذا ليس من العلم ولا من العقل في شيء أن تفسير الأحلام والرؤى بمجرد ذكرها باعتبار عدم وجود قانون يضبطها إذ ينبغي لمفسر الأحلام أن يكون ذا علم وبصيرة وخلق وورع وعليه أن يعرف أحوال الرائي ويفهم تفاصيل ظروفه النفسية والاجتماعية، الشاعر يأمل في حلم جميل ولو من خلال نوم في غير وقته لحاجة في نفسه، "وإني لأرجو النوم في غير حله – لعل لقاء في المنام يكون".

والآخر يشبه الدنيا بالحلم "نظرت إلى الدنيا فلم أجدها – سوى حلم يمر ولا يعود". خلاصة القول في الرؤى والأحلام: إن منها ما هو حق ومنها ما هو باطل ومنها ما هو أضغاث أحلام، ولذا فإن التعامل معها يكون دون إفراط ولا تفريط، فلا نتشبث بالرؤى والأحلام ونعطيها فوق قدرها وفي الوقت ذاته لا ننكر أنها عالم مستقل بذاته وأن لها شأنا، لكن وفق الضوابط الشرعية فالأمور كلها بيد الله سبحانه فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

إنشرها