Author

الفيروسات وطرق تجنبها

|

عندما ينتشر مرض ما يكثر التساؤل في الأوساط العلمية عن مسبباته، هل هي بكتيرية أو فيروسية؟ فإن كان المسبب بكتيريا التفت المختصون للمضادات الحيوية Antibiotics بحثا عن المضاد المناسب للقضاء على تلك البكتيريا مع المراقبة العلمية المستمرة لضمان عدم حدوث مقاومة قد تبطل تأثير ذلك المضاد.

أما إن كان المسبب للمرض فيروسا فالأمر ليس بتلك السهولة، فالفيروسات جزيئات صغيرة جدا فهي أصغر من البكتيريا بآلاف المرات إذ يقدر حجم الفيروس بواحد على مليون من البوصة "17 - 300 نانوميتر" وهذا الحجم لا يمكن رؤيته بالمجاهر العادية وإنما يلزم استخدام المجاهر الإلكترونية الدقيقة.

أعداد الفيروسات التي تم التعرف عليها حتى الآن يتجاوز 5450 فيروسا تنضوي تحت 73 عائلة و287 جنسا. وتعد الفيروسات المسبب الرئيس لعدد من الأمراض المعدية كالإنفلونزا والحصبة والالتهابات الكبدية وحمى الضنك والحمى الصفراء والجدري وشلل الأطفال وعدد من الأمراض الجنسية وغير ذلك كثير.

ومن آخر ما سببته الفيروسات هذه الجائحة الكونية كورونا COVID – 19 الذي حير العلماء لكثرة تحوله وتشكله. وتكمن خطورة الفيروسات في أن تكاثرها يحدث داخل خلايا الكائنات الحية وبسرعة كبيرة وأنه يمكنها التحور، وبعضها يتكاثر في مواسم معينة وتسمى بالفيروسات الموسمية مثل فيروس الإنفلونزا الموسمية وغيره.

ولأن الوقاية خير من العلاج يؤكد المختصون في علم الفيروسات أن أفضل خطوة للوقاية منها هي النظافة الشخصية التي تشمل غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار وقص الأظافر والبعد عن استخدام الأدوات الشخصية للآخرين خاصة أدوات الحلاقة وما شابهها، وتجنب الأماكن المزدحمة وممارسة الرياضة في الهواء الطلق وأخذ ساعات نوم كافية وتناول الأغذية الصحية والأعشاب التي لها القدرة على زيادة مناعة الجسم مثل بذور الحبة السوداء على أن يكون ذلك وفق تعليمات المختصين.

ونؤكد هنا أنه عند انتشار بعض الأوبئة بشكل كبير كما هو الحال هذه الأيام مع جائحة كورونا، فإن أخذ اللقاح يكون ضرورة حتمية ولا مجال للتردد بحال من الأحوال لأن السلطات الصحية في المملكة ممثلة في وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء لن تجيز استخدام أي لقاح إلا بعد التأكد التام من مأمونيته وفاعليته. نعم نحن نعلم ونقر أن الشافي هو الله سبحانه، ولكن تعاليم ديننا واضحة "اعقلها وتوكل".

إنشرها