الأكاديمي ما يصلح

لا يمر حوار عن الأكاديميين إلا ويكثر الجدل عن الدور الذي يقومون به قياديا خارج أسوار الجامعة ومدى ملاءمتهم لتلك المهام التي أحيانا لا تأتي متوافقة مع التخصص، ورغم نجاح كثيرين إلا أن البعض وضع تصورا مغلوطا!
ذكر لي صديقي الذي دائما يدافع عن قبيلة الأكاديميين - رغم أنه ليس أكاديمي - جزءا من حواره مع شخص يرى أن وظيفة الأستاذ الجامعي تنحصر فقط في ثلاثة أشياء وهي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وأضاف أن تكليف الأكاديمي في مهام قيادية دائما مخيب ولا ينفع، ساردا بعد ذلك مجموعة أسماء أكاديميين مشهورين فشلوا في مهامهم القيادية البعيدة عن الجامعة، مختصرا حديثه بعبارة:
"يا أخي الأكاديمي ما يصلح"!
وهنا أبدأ من حيث انتهى تعليق ذلك الشخص بأن التعميم لغة الجهلاء ولا يمكن أن تكون البشرية على حد سواء من الكفاءة والمهنية والاحترافية. وكما أن مفهوم الفشل كبير وفضفاض فمن يرى الفشل من زاوية، قد يراه البعض نجاح من زاوية أخرى - وهذا يحتاج تفصيلا آخر- لن أتطرق إليه هنا.
أيضا هناك موضوع في غاية الأهمية وهو فن وسحر القيادة، وكما هو معروف أن القيادة لا ترتبط بتخصص دقيق وإنما بمجموعة من المهارات والاتجاهات والمعلومات. في الحقيقة لدينا نماذج مشعة لكثير من الأكاديميين الذين وضعوا بصمة رائدة في تولي المناصب القيادية من غازي القصيبي مرورا بإبراهيم العساف حتى توفيق الربيعة وغيرهم كثر.
بالمختصر لا يمكن لنا التعميم على تعثر أو نجاح الأكاديمي من بعض التجارب والموضوع يتطلب دراسة، هل فعلا أن الأكاديمي لا يصلح إلا في الجامعة أم أن الأكاديميين في الجامعات منبع القيادات؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي