مكافحة تغير المناخ في أشد البلدان فقرا «2 من 2»

تقدم المؤسسة الدولية للتنمية 43 مليون دولار لمواجهة غزو الجراد، ومساعدة الأشخاص المتضررين منه. وتقدم هذه المساعدة من خلال مشروع الزراعة المتكيفة مع تقلبات المناخ الذي يساعد المزارعين على زيادة خصوبة التربة واتباع ممارسات أخرى للاستخدام المستدام للأراضي. ففي شمال كينيا، يتمثل أحد أهداف المشروع في تمكين المجتمعات المحلية من الاستثمار في البنية التحتية، ما يحدث فرقا في حياة السكان المحليين. في قرية بيليق، اتخذ المشروع شكل نظام جديد لجمع المياه وتخزينها من أجل ألف شخص وماشيتهم البالغ عددها 9500 رأس. ومن بين الفوائد الأخرى، ساعد نظام تخزين مياه الأمطار النساء والفتيات على تجنب البحث اليومي عن المياه. وتعد هذه المشاريع جزءا من جهد أكبر، يحظى بدعم المؤسسة لزيادة الاستثمارات في مجالي البنية التحتية والخدمات، ومساعدة اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة في شمال وشمال شرق كينيا.
وفي بعض الدول الإفريقية التي تقع على الساحل الشرقي من القارة لا يحصل سوى أقل من 10 في المائة من السكان على الكهرباء بسبب الصراع الدائر الذي يشهده عدد من دول المنطقة منذ أعوام. وعانت قطاعات الرعاية الصحية والتعليم وعديد من الخدمات الأخرى معاناة شديدة. ويتولى المشروع الطارئ لتوفير الكهرباء في تلك الدول، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، تركيب أنظمة الطاقة الشمسية لتشغيل المنشآت الصحية والمدارس. وسيجري التوسع في المشروع، الذي تدعمه المؤسسة بمنحة قدرها 50 مليون دولار، ليشمل مئات المنشآت الصحية في جميع أنحاء دول المنطقة، مع تمكين العيادات من تخزين لقاحات كورونا التي تتطلب تخزينا باردا. ويأتي هذا الجهد ضمن عديد من الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات الملحة في البلاد، من التصدي لفيروس كورونا إلى توفير الخدمات في المناطق الحضرية، ومواجهة غزو أسراب الجراد الصحراوي. أما في جزر المحيط الهادئ، التي تواجه ارتفاع مستويات مياه البحر وأعاصير أكثر تكرارا وشدة بسبب تغير المناخ، فتدعم المؤسسة التأهب للكوارث وبناء القدرة على الصمود أمامها. وبعد أن ضرب إعصار هارولد من الفئة الخامسة فانواتو في نيسان (أبريل) 2020، ما ألحق أضرارا بالطرق، والمستشفيات، والمدارس، والمنازل، والمحاصيل، والبنية التحتية للمياه، سرعان ما تمكنت البلاد من الحصول على تمويل طارئ بقيمة عشرة ملايين دولار من خلال منحة لأغراض سياسات التنمية لإدارة مخاطر الكوارث مع خيار السحب المؤجل لمواجهة الكوارث بتمويل من المؤسسة. وحصلت توفالو هي الأخرى على تمويل طارئ بعد أن ضربها إعصار تينو في كانون الثاني (يناير) 2020. وتكمل خيارات السحب المؤجل لمواجهة الكوارث برنامج تعزيز القدرة على الصمود والتكيف في المحيط الهادئ الذي ينفذه البنك الدولي بغرض دعم نظم الإنذار المبكر، والبنية التحتية القادرة على الصمود، وقدرة المالية العامة على الصمود في هذه الدول المعرضة للخطر.
والحقيقة: إن هذه البرامج ليست سوى غيض من فيض الطرق العديدة التي تدعم بها المؤسسة الدولية للتنمية أشد الفئات فقرا في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ. ويمكننا، بل يتعين علينا بذل مزيد من الجهد لجلب مزيد من الابتكار لمكافحة تغير المناخ في أشد الدول فقرا. ويتضمن هذا الأمر التركيز على المدى الطويل، والعمل على الحيلولة دون حدوث أزمات عن طريق دعم الانتقال إلى مستقبل أكثر مراعاة للبيئة، وأكثر شمولا وقدرة على الصمود. فحياة ملايين الأشخاص تعتمد على ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي