Author

المستشفيات السعودية .. قبل وبعد كورونا

|
حققت وزارة الصحة والمستشفيات التخصصية ـ منذ اللحظات الأولى لانتشار وباء كورونا ـ نجاحا منقطع النظير، وهذا ما أكدته منظمات دولية متخصصة في التصنيف الصحي العالمي وأشادت بالإجراءات الاحترازية الصحية التي طبقتها الحكومة السعودية خلال جائحة فيروس كورونا وتم تصنيف السعودية ضمن الدول المتقدمة في هذا الجانب، وأهم هذه الإجراءات هو تكريس وتأهيل المستشفيات الحكومية والتخصصية ومستشفيات القطاع الخاص، وكذلك توفير المستشفيات الميدانية في كل مكان من أراضي المملكة لمواجهة احتمالات تزايد أعداد الإصابات عن القدرة الاستيعابية مع الاهتمام بتوفير العلاج المجاني للمواطنين والمقيمين.
ويومذاك أشادت منظمة الصحة العالمية بكل الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة السعودية، وعدت المملكة نموذجا يحتذى في مواجهة جائحة كورونا.
وإذا أخذنا مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة كنموذج من نماذج المستشفيات التخصصية التي أدارت الرعاية الصحية طوال أزمة كورونا وما بعدها بمهارات عالية نلاحظ أن إدارة المستشفى نجحت نجاحا كبيرا في توفير العلاج والرعاية الصحية الكاملة لمرضاها ومراجعيها بشكل نموذجي رائع. بمعنى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي استقبل عددا كبيرا من المصابين بفيروس كورونا، وفي الوقت نفسه ظل يقدم خدماته الصحية والعلاجية لمرضاه ومراجعيه بكفاءة عالية، وبذلك حافظت إدارة المستشفى على تقديم خدماتها بأعلى درجات الجودة، حيث إن المستشفى يلتزم بتطبيق قواعد إدارة الجودة وتحسين الأداء بمعايير الجودة الصحية العالمية.
وفي أثناء المواجهة مع وباء كورونا واصلت إدارة المستشفى بكفاءة عالية تنفيذ مشروع المستشفى الجديد الواقع شمال مطار الملك عبدالعزيز الدولي، حيث ينفذ المشروع على مساحة تزيد على مليوني متر مربع، ويشمل المشروع بناء مركز للأبحاث والشؤون الأكاديمية من 24 طابقا، كذلك يشمل المشروع بناء مبنيين من 15 و18 طابقا لاستيعاب المرضى، ويستهدف مشروع المستشفى الجديد توفير 650 سريرا كمرحلة أولى منها 150 سريرا للعناية المركزة، و30 غرفة للعمليات الكبيرة، و16 غرفة للعمليات الصغيرة، و90 سريرا لجراحة اليوم الواحد، و50 محطة غسيل كلوي منها 32 للمرضى المنومين، كذلك يتكون المشروع من مجموعة كبيرة من العيادات منها عيادة لأمراض القلب، وعيادة لأمراض الأعصاب، وعيادة للمسالك البولية، وعيادة للعيون، وعيادة للأسنان، إضافة إلى مرافق لمعالجة حالات الطوارئ، إلى جانب ذلك تشمل التوسعة بناء مركز للأورام، ومبنى لدعم المرافق الطبية على مساحة 25 ألف قدم مربعة، وموقفا للسيارات يستوعب أكثر من ألف سيارة. ومع اكتمال تنفيذ هذا المشروع يكون الوعد بتوفير رعاية صحية متخصصة من الطراز الأول في منطقة مكة المكرمة قد تحقق بنسبة كبيرة. ونستطيع القول إن القطاع الصحي في المملكة يعد الأكبر حجما في منطقة الخليج خاصة، وفي منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، وفي الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة عن جاهزية 19 مشروعا صحيا تضم مستشفيات وأبراجا طبية تم تدشين البعض منها خلال العام الماضي، والبعض الآخر سيدخل الخدمة في هذا العام، وألمحت وزارة الصحة إلى أن السياحة العلاجية هي من أهم الأنماط السياحية التي تهتم بها الدول، نظرا للعوائد الاقتصادية التي تحققها، ولا سيما في ظل ما يتوافر من إمكانات طبية ومقومات طبيعية تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة، كما أن الوزارة كشفت أن السياحة العلاجية ستشهد في الأعوام القليلة المقبلة تطورا ملموسا وستأخذ السياحة العلاجية منحى متقدما، وستكون المملكة واحدة من أهم الدول على خريطة السياحة العلاجية.
إن الاستثمار في القطاع الصحي يعد من أهم الاستثمارات التي تعود على المستثمر بالفوائد، وذلك من منطلق أن المملكة تحظى بعديد من المناطق الجغرافية التي ترقى لكي تكون من المنتجعات الصحية المهمة، والنقطة الأهم التي تتوافر للقطاع الصحي في المملكة هي أن المؤسسات الصحية السعودية تتميز بوفرة الكوادر الطبية المؤهلة والمتميزة والمدججة بالخبرات التي تعلمت وتدربت في أرقى المراكز الصحية والجامعات الطبية في العالم. ولذلك نلاحظ قدوم كثير من أشقائنا الخليجيين والعرب الذين ينشدون العلاج في ربوع المملكة لما يتميز به العلاج من مهارة وجودة ونجاح.
ولا شك أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة يعدان من أهم المؤسسات الصحية التي ستكون لها مكانة متقدمة على صعيد العلاج السياحي، ولا سيما أن موقعها في جدة يمكنها من أن تقدم خدماتها العلاجية لحجاج بيت الله الحرام وقاصدي العمرة والزيارة والسياحة، إضافة إلى أن مدينة جدة تعد من أهم المدن السياحية على ساحل البحر الأحمر.
والخلاصة أن المملكة تتميز عديد من المقومات والعوامل التي تجعلها من الدول الرائدة في مجالات الاستشفاء، حيث تحظى مدن سعودية كثيرة بمميزات خاصة تنفرد بها عن غيرها، ومن أجل استجلاء هذه الميزة فقد تم تسيير رحلات سياحية وتسويقية لمجالات صحية جديدة، كذلك فإن وزارة السياحة سوقت لمشاريع استثمارية في منتجعات الصحة العلاجية بمناطق مختلفة، وأكدت أن الحكومة تدعم القطاع الخاص للاستثمار في منتجعات الصحة والاستشفاء في المناطق الطبيعية ذات الينابيع الحارة في جازان والأحساء، أو المنتجعات الصحية والنزل الريفية في القصيم، أو الشواطئ الرملية في جدة والمنطقة الشرقية، أو المرجانية في سواحل البحر الأحمر والخليج.
إنشرها