Author

خلافة الروبوت

|
قد يأتي يوم تذهب فيه إلى العمل وتفاجأ بروبوت حل مكانك في المكتب. هذه ليست مزحة أو مبالغة، فقد توصلت دراسة إلى أن الروبوتات ستقضي على نحو 85 مليون وظيفة في الشركات متوسطة وكبيرة الحجم خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وأكدت الدراسة ذاتها، التي نشرتها "رويترز"، أن من يريد المحافظة على وظيفته، عليه تعلم مهارات جديدة، إذ بحلول عام 2025، سيقسم أصحاب العمل أعمالهم بالتساوي بين البشر والآلات.
حتما، إن لمخرجات الذكاء الاصطناعي فرصا وأخطارا، وهذا طبيعي في كل طفرة، والمهم هو توظيف الفرص والاستعداد للمخاطر للانتفاع من جيل الثورة الصناعية الرابعة، التي جاءت مسرعة أكثر مما يجب بعد أن دفعت الجائحة باتجاه البديل التقني، وهو ما أكده مركز أبحاث ماكينزي، أن أزمة الوباء سرعت أتمتة الخدمات، وتوقع أن تقل الوظائف منخفضة المهارة ونمو الوظائف عالية المهارة، ويزداد الطلب على أولئك الذين يستطيعون شغل الوظائف المرتبطة بالاقتصاد والبيئة والبيانات المتطورة والذكاء الاصطناعي، علاوة على تخصصات الهندسة والحوسبة السحابية.
الدراسات والتقارير، التي نبهت عن أخطار الذكاء الاصطناعي، ليست سرا، فهي معلنة ومنشورة، وما علينا سوى الأخذ بالأمر على محمل الجد، والتفكير في الجيل القادم، ومدى استعداداه للمتغيرات التي ستطرأ خلال الأعوام المقبلة، حينما يتمكن الذكاء الاصطناعي من دخول نسيج الحياة الاجتماعية، ويتسرب إلى تفاصيل العمل، كما أن علينا التفكير في الجيل الحالي وإدراكه للمتغيرات المتوقعة وتمكينه من الأدوات عالية المهارة، ليكون حليفا للذكاء الاصطناعي لا أن يصير الروبوت خليفة له، فيندم ولات ساعة مندم.
إنشرها