Author

اتجاهات الأسواق الثلاثة

|
تسير الأسواق المالية بثلاثة اتجاهات، تنتقل الأسواق بين هذه الاتجاهات حسب متغيرات كثيرة تبعا للمؤثرات على الاقتصاد والاستقرار السياسي وأداء العملة وأسعار الفائدة وأرباح الشركات وغيرها.
في هذا المقال سنتعرف على هذه الاتجاهات الثلاثة، وما يميز كلا منها عن الآخر.
الاتجاه الأول، هو الاتجاه الصاعد، ويتميز هذا الاتجاه بأن السوق بشكل عام تكون قيعانا وقمما صاعدة، كل منها أعلى من الآخر، فالأسعار تتجه نحو الصعود بشكل مستمر محققة قمما أعلى من بعضها، وكذلك قيعان (محطات استراحة في الاتجاه الصاعد) كل منها أعلى مما سبقه، يصحب ذلك ارتفاع في أحجام التداول مع كل صعود وتراجع في الأحجام عند تراجع الأسعار نحو القيعان، تتميز العلاقة بين الأسعار وأحجام التداول في هذه المرحلة بأنها علاقة طردية.
ينتهي ويتغير هذا الاتجاه بتحقق شرطين: الأول، يتم كسر الاتجاه الصاعد (خط يربط بين القيعان متجها لأعلى) بالإغلاق أسفل منه، والشرط الآخر، بعد تحقق الأول أن يتم كسر آخر قاع متكون على خط الاتجاه (الترند).
أما الاتجاه الثاني، فهو الاتجاه الهابط وهو عكس النوع الأول، حيث تكون السوق في هذه المرحلة قمما وقيعانا هابطة، كل منها أقل مما قبله، فالأسعار تستمر في الهبوط والتراجع نحو الأسفل مع الارتداد للأعلى بين حين وآخر لتكوين قمم هابطة، ثم العودة لاستكمال الهبوط وتحقيق قيعان أدنى من بعضها.
تتميز العلاقة بين الأسعار وأحجام التداول في هذه المرحلة بأنها علاقة عكسية، حيث ترتفع أحجام التداول كلما هبطت الأسعار، وتنخفض الأحجام عندما ترتد الأسعار لأعلى.
أيضا ينتهي هذا الاتجاه بتحقق شرطين: الأول: يتم اختراق الاتجاه الهابط (خط يربط بين القمم متجها لأسفل) بالإغلاق أعلى منه، والشرط الثاني بعد تحقق الأول أن يتم اختراق آخر قمة هابطة متكونة على خط الاتجاه (الترند).
ويتبقى لنا التعرف على الاتجاه الأخير، وهو النوع الثالث أو الاتجاه العرضي أو الأفقي، حيث تسير السوق خلاله في هذه المرحلة بشكل جانبي مكونة قمما وقيعانا متقاربة باتجاه أفقي (جانبي)، ومن الصعب في هذه المرحلة تحديد نوع العلاقة بين هذا الاتجاه وأحجام التداول.
تسير السوق في هذا الاتجاه عندما تكون قوى العرض والطلب متقاربة، وتسمى مناطق حيرة، حتى يتم حسم الاتجاه وتغلب إحدى القوتين على الأخرى من خلال بناء اتجاه جديد، صاعدا كان أم هابطا يحدده المنتصر منهما، وتتسم السوق في هذه المرحلة بالمضاربة وربما التجميع والتصريف بسبب التذبذب الذي عادة ما يكون ضيقا ومملا، وتضعف فيه قيمة التداولات وتنخفض أحجام التداول.
لا شك أن المغزى من معرفة هذه الحالات أو الاتجاهات الثلاثة أن تكون لدى المتداول معرفة تامة بخصائص كل نوع منها، ففي الاتجاه الصاعد يفضل استخدام سياسة الشراء والإبقاء، لأن الأسعار ترتفع بشكل مستمر مع الاحتفاظ بسيولة أقل، وفي الاتجاه الهابط يفضل الاحتفاظ بسيولة أكبر وتوخي الحذر والدخول بنسبة أقل عند فتح مراكز في السوق، أما في النوع الأخير الاتجاه الأفقي أو العرضي، فيفضل المضاربة بجزء فقط وانتظار حسم الاتجاه نحو الصعود متى ما حدث.
الخلاصة: إن متابعة الاتجاهات وتمييز حالة السوق في كل مرحلة ومعرفة التعامل معها أمر في غاية الأهمية، وصدق من قال: الاتجاه هو صديقي- The trend is my friend.
إنشرها