الصبر كالصبر

الصبر خصلة حميدة من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا، والصبر ضرورة دينية ودنيوية، وهو وسيلة لا غنى عنها لتحقيق الآمال والطموحات. ورد ذكره والحث عليه والثناء على من اتصف به أكثر من 100 مرة في القرآن الكريم. يقول الحق سبحانه، "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، "والله يحب الصابرين"، وفي الحديث، "من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر". والصبر كلمة واسعة يندرج تحتها كثير من المرادفات، فالصبر إن كان في الحرب سمي شجاعة، وإن كان في ضبط النفس سمي حلما، وإن كان في تقبل الحظ اليسير سمي قناعة وهكذا. ويزخر التراث العربي بذكر الصبر ويرتبط عندهم دائما بالمدح والثناء على من يتصف به،
الصبر كالصبر مر في مذاقته
لكن عواقبه أحلى من العسل
بالصبر تبلغ ما ترجوه من أمل
فاصبر فلا ضيق إلا بعده فرج
ويقول الآخر موضحا أهمية الصبر والمرور بالمصاعب لبلوغ المراد:
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
والصبر ضرورة إنسانية تشمل كل البشر فأي إنسان يتطلع للسعادة والراحة في مقتبل أيامه، فإنه لن ينالها إلا إذا امتطى صهوة جواد الصبر. والصبر مهارة يمكن تعلمها وممارستها. تشير دراسة نشرت في موقع Mayo Clinic إلى وجود علاقة وثيقة بين الصبر والعافية وبين مستوى الصبر لدى الإنسان ومستوى سعادته، وينصح الخبراء وفق تلك الدراسة أولا إلى أهمية البدء بممارسة اليقظة التامة والتركيز الذهني وضبط عملية التنفس وتمارين الإطالة وتمارين الوعي، وثانيا بالتأمل، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال، "أرحنا بالصلاة يا بلال". نعم ضغوط الحياة كثيرة ومتنوعة تعرض للناس يوميا، ولذا فإنه من المهم أن ندرب أنفسنا على تعلم الصبر والتهدئة العقلية عند المواقف الصعبة وأن نمارس ذلك كما نمارس التمارين الرياضية. ولا يخفى على الجميع أن كثيرا ممن أودع السجون بل ربما حكم على بعضهم بالقصاص بسبب فورة الغضب وعدم تعويد النفس على الصبر في المواقف التي يحتاج إليها الإنسان فيها. وأخيرا يكفي الصابرون فخرا قول الحق سبحانه "وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي