Author

الحوسبة السحابية .. بلغة مبسطة

|

* أستاذ هندسة الاتصالات المشارك

كثر أخيرا تداول مصطلح الحوسبة السحابية أو ما يعرف بـCloud Computing. وبالإمكان عد الحوسبة السحابية من التقنيات الناشئة أو إحدى نماذج العمل الحديثة في قطاع الحوسبة وتقنية المعلومات. لكن ماذا نعني بالحوسبة السحابية؟ وما الذي توفره من خدمات؟ وفقا للمعهد الوطني للتقنية والمقاييس الأمريكيNIST، الذي يتداول تعريفه لهذا المصطلح على نطاق واسع، فإن الحوسبة السحابية تعرف بأنها "نموذج لتمكين الوصول إلى الشبكة من أي مكان وبسلاسة، وعند الطلب، إلى مجموعة مشتركة من الموارد الحاسوبية القابلة للتكوين، مثل الشبكات، والخوادم، ووحدات التخزين، والتطبيقات والخدمات، التي يمكن توفيرها وإطلاقها بسرعة، بأقل جهد إداري أو تدخل من مقدم الخدمة". ولتقريب الصورة بشكل أكبر، يمكن تصور الحوسبة السحابية "مجازا" على أنها قسم تقنية المعلومات الافتراضي في المنشأة أو الشركة، الذي يتولى إدارة عمليات شبكتها أو توفير المساحات التخزينية للبيانات الخاصة بها وبتدخل تقني محدود من قبل هذه المنشأة.
للحوسبة السحابية تصنيفات عدة تعتمد على الزاوية التي ينظر إليها لهذا النموذج. أبرز التصنيفات هي المتعلقة بالخدمة التي تقدمها الحوسبة السحابية. حيث لقي تصنيف الحوسبة السحابية بناء على الخدمة التي تقدمها للمستفيدين إلى ثلاثة أصناف، انتشارا واسعا. أولها، خدمة الحوسبة السحابية كبرمجيات SaaS. في هذه الخدمة يتولى المزود توفير الخوادم ومساحات التخزين وكذلك التطبيقات المشغلة لتلك الخدمات. من أبرز الأمثلة على هذا النموذج خدمات البريد السحابية، وبرامج إدارة علاقات العملاء، والفوترة وضبط الحسابات، وخدمات التخزين السحابي. وثاني هذه التصنيفات هو، خدمة الحوسبة السحابية كمنصة PaaS. في هذه الحالة يتولى المستفيد تطوير التطبيقات الخاصة به مستفيدا من الخوادم، والبيئة التقنية ومساحات التخزين التي توفرها السحابة. ومن أشهر تطبيقات هذا النموذج استضافة مواقع الإنترنت أو المتاجر الإلكترونية وتطوير محتوياتها عبر الحوسبة السحابية. وثالث الخدمات السحابية، الحوسبة السحابية كبنية تحتية IaaS، التي يمكن تقريب مفهومها، كاستئجار مركز بيانات متكامل شاملا الخوادم والوحدات الحاسوبية وسعات التخزين والربط الشبكي. عدة شركات تقدم خدمات الحوسبة السحابية كبنية تحتية، من أشهرها شركة أمازون عبر منتجها AWS، وشركة مايكروسوفت عبر وحدة Azure.
ومن أهم ميزات الحوسبة السحابية توفير الخدمة عند الطلب، والمرونة في زيادة أو حتى تقليل الموارد الحاسوبية التي يحتاج إليها المستفيد، ممكنة بذلك للاستغلال الأمثل للموارد والسرعة في إطلاقها. ومن أهم عوامل الجذب أيضا لدى المنشآت في تبني الحوسبة السحابية، تقليل التكاليف الرأسمالية لاستخدامها موارد حاسوبية بأسلوب تشاركي مع جهات أخرى، والاكتفاء بتكاليف تشغيلية محدودة لإدارة شبكتها وخدماتها عبر الحوسبة السحابية. أخيرا، وفي ظل اهتمامها بتنظيم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، أصدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات دراسة مستفيضة تتناول الحوسبة السحابية من الناحية التنظيمية، ومقارنتها معياريا بأفضل الممارسات العالمية، ما يتيح للعموم ولأصحاب القرار في مجال تقنية المعلومات خصوصا، الاطلاع والاستفادة من التجارب الدولية في الحوسبة السحابية وتأثيرها الاستراتيجي على عديد من الخدمات والأعمال.
إنشرها