خطورة الجلوس الطويل

هناك بعض الممارسات التي يعتاد عليها الإنسان يوميا ولكن لا يدرك خطورتها إلا حين تنعكس سلبا على صحته وحياته، ومن تلك الممارسات ما قد تتطلبه طبيعة العمل من الجلوس فترات طويلة دون أي حركة تذكر. ولو أن الأمر اقتصر على ذلك لهان الأمر ولكن ما يزيد الطين بلة أن يكون الجلوس في وضعية غير صحية. إن الجلوس وعدم التحرك لفترة طويلة قد ينتج عنه أعراض كثيرة تشمل آلام وتورم في مفاصل القدمين وتنميل وخدر في الأرجل وآلام في الظهر وتيبس في عضلات الرقبة والكتفين. وتكون العلاقة طردية بين طول الجلوس وبين قوة الأعراض المصاحبة فقد ينتج عن طول الجلوس الإصابة بدوالي الساقين وتخثر للأوردة خصوصا، وقد يتطور الأمر ليصل إلى الإصابة بالسكري وأمراض القلب واختلال التمثيل الغذائي، وهذا ما أثبتته الأبحاث التي نشرت في عدد من المجلات العلمية المتخصصة، ومنها ما نشر في مجلة Annals of Internal Medicine الذي أكد أن قلة الحركة تشكل خطرا كبيرا على الصحة. وعموما فإن الخبر السار والمفرح هو أنه يمكن تلافي كل ما سبق بعدة أمور بسيطة من أهمها تطبيق الوضعية الصحية للجسم أثناء الجلوس، ويشمل ذلك أن يكون الظهر منتصبا وأن يوضع مسند أسفل الظهر ليعمل كدعامة، وأن تكون الفخذان موازيتين تماما للأرضية، والأرجل منحنية بزاوية قائمة والرقبة معتدلة تماما وأن يكون مستوى النظر مناسب للجهاز الذي أمام الشخص. كما يلزم أن يأخذ الإنسان استراحة على الأقل خمس دقائق لكل ساعة عمل، يقوم خلالها بحركات التمدد والمشي لتنشيط الدورة الدموية. كما ينصح بالإكثار من شرب الماء والسوائل عموما. ولقد أكدت الدراسات العلمية أنه حتى الحركات البسيطة أثناء الجلوس تكون مفيدة جدا لتجنب كثير من المضاعفات، وذلك مثل تحريك القدمين بين الحين والآخر والالتفات يمنة ويسرة والتململ حتى مع وضعية الجلوس والقيام حين إجراء المكالمات ونحو ذلك. وقد يتصور البعض أن ممارسة الرياضة آخر اليوم كافية لتجنب آثار الجلوس الطويل وهذا تصور خاطئ، إذ إنه يلزم قطع فترات الخمول وتوزيع فترات النشاط لمن عمله يتطلب إطالة الجلوس وذلك للمحافظة على معدل ثابت ومستقر من الطاقة على مدار اليوم. وصدق من قال، "تحركوا فإن في الحركة بركة".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي