Author

أنظار العالم تتجه إلى الرياض بعد الانتخابات الأمريكية

|
أستاذ جامعي ـ السويد
بعد أن خفت انشغال العالم بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي خطفت الأنظار في الأسابيع الأخيرة وركزت وسائل الإعلام المختلفة عليها، يتركز الاهتمام حاليا بحدث عالمي آخر وهو انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين في الرياض، عاصمة السعودية.
وهناك تكهنات كثيرة حول السياسات التي سيتبعها الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن حول مختلف القضايا الدولية، إلا أنني أرى من العسر بمكان إلغاء البصمة التي تركها الرئيس الحالي دونالد ترمب على الدولة الأعظم في العالم ومن خلالها على الدنيا برمتها في الأعوام الأربعة الماضية.
ومهما قيل عن الاستعدادات لدى طاقم الرئيس المنتخب بايدن إلغاء التركة التي يخلفها وراءه الرئيس ترمب، الذي من المفترض أن يغادر البيت الأبيض في الـ20 من كانون الثاني (يناير) من العام المقبل، فإن ظاهرة "الترمبية" سترافقنا حتى أجل غير مسمى.
أظن أن بايدن قد يحتاج إلى تمضية جل فترته الرئاسية الأولى، وهي أربعة أعوام، فيما يراه تصحيحا لمسار ترمب وسياساته وقد لا يفلح في ذلك.
ولن يكون بمقدور الرئيس المنتخب إصدار تشريعات ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية ومالية حتى سياسية دون تفويض واضح من مجلس الشيوخ.
وقد لا نغالي إن قلنا إن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 كانت أهم وأخطر حدث على مستوى العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك قد لا نبعد عن الحقيقة إن قلنا لم يحدث أن تسمر العالم برمته أمام حدث مثل الانتخابات الرئاسية الحالية في أمريكا.
مع كل هذا الاهتمام غير المسبوق، علينا ألا ننسى أن العالم يترقب أيضا حدثا مهما ثانيا في هذا الشهر وذلك في غضون أسبوعين تقريبا. إنها قمة قادة مجموعة العشرين في الرياض التي ستستضيفها السعودية يومي 21 و22 من هذا الشهر (نوفمبر) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. التي ستناقش ملفات اقتصادية مهمة بعد أن تكبدت اقتصادات معظم دول العالم بخسائر جمة وتعطلت نشاطات تجارية متنوعة وهكذا، فبعد أن وضعت معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية أوزارها، سيصبح العالم منشغلا بقمة قادة العشرين وقيادة الرياض لها في أبرز حدث مهم في المنطقة والعالم.
والقمة هذه ستكون من أهم القمم الدولية لقادة مجموعة العشرين لأنها تأتي في خضم أحداث كبيرة أهمها التغييرات الجذرية التي أصابت الاقتصاد العالمي والمآسي والأوجاع التي تئن البشرية من جرائها تحت وطء الضربات المتتالية لوباء فيروس كورونا.
وأهميتها تنبع أيضا من أن انعقادها، الذي سيكون على الأرجح افتراضيا، يأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات الرئاسية في أمريكا.
وهذا يعني أن القادة الأكثر تأثيرا بين دول العالم سيكون عليهم الأخذ في الحسبان إدارة الرئيس المنتخب ومواقفها المعلنة وغير المعلنة حول تعاملها مع القضايا الدولية، وعلى رأسها الاقتصاد العالمي، وعملها الدؤوب للمسك بدفة السفينة وتغيير مسارها رغم العراقيل.
أيضا سيكون من العسر بمكان على الإدارة الجديدة برئاسة بايدن إقحام سياسات جذرية لتثبيت أيديولوجيتها الليبرالية ما لم تحصل على الأغلبية في مجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي، وهذا على ما يبدو صعب المنال.
ولأهمية قمة قادة مجموعة العشرين في الرياض التي ينظر إليها كثير من المراقبين على أنها ثاني أهم حدث بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سأخصص سلسلة من المقالات لتغطيتها ابتداء من هذا الأسبوع لتسليط مزيد من الضوء على ما يمكن أن تقدمه للعالم ولا سيما أن من أهدافها وضع خطة لخلخلة ما يعانيه الاقتصاد العالمي من مشكلات وطرائق مواجهة الجائحة وتوزيع الأمصال حال توافرها وتقديم مقترحات عملية لمواجهة التحديات للعام المقبل، 2021.
إنشرها