Author

مجموعة «العشرة»

|
الطموح وقود الفعل، والفعل في ثقافة العالم النامي أو ما كان يعرف بالناشئ، وفي أدبيات أخرى بالثالث، هو سبب بقاء دولة في تلك الدائرة "الوصفية" التي صنعتها دول العالم الأول أو الصناعي، أو في أدبيات أخرى "المتقدم"، لأن المشكلة مع الفعل كانت في خطط دون تنفيذ، أو خطط تملى من الخارج، سواء كان هذا الخارج دولة أو هيئة أو بنكا أو حتى أعلاما، وفي بعض الأحيان خطط تنفذ بشكل سيء.
عندما أعلنت السعودية "رؤية 2030"، كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي وضعها وتبناها بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان يرفع سقف توقعاتنا جميعا، وكان البعض يعتقد بأنها كلها مشروع أكبر من طاقتنا، لكن حديث ولي العهد ليل الخميس الماضي، أكد أنه وأننا كنا على الموعد، بل في كثير من المجالات سبقنا الموعد، لقد كنا على حافة حلم وأصبحنا لا تكفينا الأحلام.
لا يسمى مثل هذا الحديث تصريحا، يسمى تقريرا تنفيذيا مركزا ومزودا بالأرقام، لم يقدمه ولي العهد الأمين، إلى ملكنا، ويعلن هذا التقديم في خبر يعبر، بل قدمه للقيادة والشعب، والعالم، مزودا بالأرقام، ومليئا بالحقائق، ومستعرضا الوعود التي نفذت، وتلك التي ستأتي، متحدثا بصدق عما كان مؤلما أن تفعله الحكومة من العلاج، وماذا فعل هذا العلاج بأمراض التنمية والاقتصاد، مرورا بأوضاع الثقافة والمجتمع، والحال الفكرية التي نعرف أين كانت قبل أعوام وكيف أصبحت.
قبل أيام رأينا ردود الفعل على تغيير تصنيف المملكة من إحدى وكالات التصنيف، وكيف أجمع المراقبون أن السعودية تظل واحدة من الـ10 في المائة من الدول التي حافظت على تقييمها، رغم تغير النظرة المستقبلية الطبيعي نتيجة الجائحة وتذبذب أسعار النفط.
وفي تصريح ولي العهد، ستكون السعودية "من أقل الدول المتأثرة بجائحة كورونا في مجموعة العشرين في نهاية عام 2020، ومن أسرع دولها عودة للنمو".
أيضا قال الأمير محمد بن سلمان، إن بلادنا "حققت المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين في الأعوام الثلاثة الماضية، وقفزت 40 مركزا في مؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات".
إذا نظرنا إلى الفرص التي أوجدتها الرؤية ومجالات دعم قطاعات جديدة مثل السياحة والرياضة والصناعة والزراعة والنقل والفضاء والتعدين وغيرها، إضافة إلى العمل مع القطاع الخاص، كما تطرق ولي العهد، نجد أن النتائج ستكون أفضل وأقوى، خاصة أننا نضع أهم آفتين تصيب الأمم نصب أعيننا، الفساد والبطالة.
إذن، نحن بإزاء عدم الاكتفاء أن نكون من أقوى 20 دولة، وأحسبنا اليوم سنصل قريبا إلى أن نكون من "مجموعة العشرة"، التي ستضم أفضل عشر دول على هذا الكوكب، تتطور، وتنمو، وتطمح، وتصل إلى طموحاتها - بإذن الله.
إنشرها