إثارة الانتباه والاهتمام

ربما يعرف كثير من الكبار ما الذي حدث ويحدث في السعودية هذا العام، وصولا إلى قمة العشرين هذا الشهر، التي سترأسها السعودية. يعرفون عناوين الأخبار، وشيئا مما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي، وفي المقابل هذه المعرفة تضعف كلما نزلنا إلى فئات المراهقين والأطفال.
من الطبيعي ألا تهتم هذه الفئات بمثل هذه المؤتمرات وتفاصيلها، وربما من الطبيعي ألا يهتم البعض بمثل هذه التفاصيل، لكن يمكن لفت نظرهم إليها بذكاء، على الأقل لتحقيق حدود معقولة من توثيقهم الشخصي لهذه المناسبة وهذا العام الذي يعد أحد ملامح التاريخ الاقتصادي والسياسي لبلادنا.
أجد في الدراسة عن بعد سانحة ثقافية وتعليمية جيدة، وشخصيا جلست أو جالست طفلتي في بعض الحصص، ولمست أن هناك إمكانية للخروج الإيجابي عن المنهج أو المقرر وخطة الدرس، وإمكانات للربط مع هذه المناسبة عبر أكثر من مادة، وطريقة.
يمكن توجيه أسئلة مباشرة في أكثر من مادة عن القمة لإثارة التنافس، ويمكن أن تكون مقاطع وكلمات الإملاء عن القمة ومجموعاتها، وكذا التعبير العربي أو الإنجليزي، الذي يطلب واجبات عن أشياء كثيرة.
الأمر يحتاج - فقط - إلى المبادرة، سواء على مستوى عام من الوزارة ومنصتها الرئيسة، ومنصات المدارس الأهلية الخاصة بها، أو حتى توجيه غير ملزم للمعلمات والمعلمين بتكثيف الوعي والانتباه لرئاسة السعودية، ولدول المجموعة، وللنجاح المشهود لكل اجتماعات المجموعات والاجتماعات التحضيرية.
لو سألت الطالبات عن أعمال مجموعة العشرين للمرأة، لربما تحمسن لمعرفة أن القمة فيها جزء خاص ببنات جنسهن، ثم هن ربما تحمسن لمعرفة ماذا دار ويدور حول مستقبلهن، خاصة إذا تحدثنا عن طالبات الثانوية، وربما الجامعات، إذا طبقت الفكرة نفسها، أو أفكار أخرى تصب في ربط ذهنية الشباب والناشئة بهذه القمة.
ربما أيضا يمكن أن يكون اليومان السابق واللاحق للقمة مع يوم القمة، ثلاثة أيام تخصصها "التعليم" كأيام تعليم حر تركز على جغرافيا وتاريخ الدول الأعضاء في المجموعة الأهم في العالم، وملامح الاقتصاد والمنجز السعودي، تحت العنوان الذي اختارته الحملة الاتصالية "لنلهم العالم برؤيتنا".
الزخم يولد الانتباه، والزخم الذكي يولد الاهتمام، وأذكر هنا شيئا صغيرا، لكنه لافت، إذ فاجأتني صغيرتي، الأربعاء الماضي، بسؤال: "من فاز؟"، فأجبتها مستفسرا: من فاز بماذا؟ فقالت: "من ذولا الاثنين"، فأدركت أنها تقصد المتنافسين الاثنين على البيت الأبيض، ولمع في ذهني تأثير الزخم حتى على غير المهتمين أو من يفترض ألا يهتموا بأي قصة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي