نوفمبر «السعودي»
المتوقع أن تصبح مجموعة ليست قليلة من دول العالم في وضع حرج عند الحديث عن أوضاع المرأة فيها مقارنة بالسعودية، هذا ما تقوله الأفعال على أرض الواقع، وهذا ما نفعله في السعودية منذ أعوام بقرارات طبقت فعليا، ولعل أجمل عنوان لما يحدث هو مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: " المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع".
هذه المقولة جاءت في سياق كلمته -أيده الله- في ختام "مجموعة تواصل المرأة 20" وجاء فيها: " إن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع. فمن غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات".
حسنا، يكمن السر في كلمة "ممكنات"، والفهم العميق للقيادة السعودية لمعنى التمكين، المعنى العملي المطبق، وهذا الفهم يتبدى في قول خادم الحرمين الشريفين في الكلمة نفسها: "إن السعودية على قناعة أن الانتعاش الاقتصادي السليم للخروج من تداعيات الجائحة، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال برامج اقتصادية واجتماعية شاملة للمرأة تحقق الإنصاف بين الجنسين وتوفر فرصا ممكنة للنجاح". كما تطرق إلى ما وصفه بـ "النهج الشمولي" لتمكين المرأة في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والتقنية، والثقافية، والترفيهية، والرياضية".
عنونت بـ "نوفمبر السعودي" لأن هذا الشهر هو شهر قمة العشرين، القمة الأهم على مستوى العالم، وفي كلمات خادم الحرمين الشريفين لأكثر من مجموعة عمل اختتمت أعمالها وجدت كثيرا مما يجب أن تتم قراءته بتمعن، وفهمه انطلاقا مما تعتقده القيادة السعودية في مصلحة العالم في أكثر من مجال، وأنها بدأت بنفسها في تنفيذ هذه الأفكار والاعتقادات.
إن نجاح هذه الاجتماعات للمجموعات الذي سيتوج -بإذن الله- بنجاح القمة الذي بدأت ملامحه مبكرا يجب ألا يمر على الإعلام فقط كتغطيات ومتابعات وربما تحليلات -إن وجدت- بل إنه يحتاج إلى كثير من التركيز عبر أكثر من وسيلة لعل الحديث يتصل عنها في مقالات مقبلة.
وعودا على بدء، فقضية المرأة وتمكينها تسارعت بقوة في السعودية لأنها لم تنتظر أي النظريات أو الفرضيات أصح حول سبب عدم التمكين، وهل السبب المجتمع، أو الذكورية، أو حتى هي نفسها، بل تعاطت مع الحقائق عبر إصدار القوانين، وأسرجت الخيول للفارسات لينطلقن في السباق التنموي والحضاري.
أتمنى أن نكثف جميعا في هذا الشهر قراءتنا وكتابتنا عن قمة العشرين، ودلالات ما تقوله قياداتنا، وما تفعله على أرض الواقع في كل المجالات التي غطتها المجموعات.