4 ركائز لتحقيق تعاف قادر على الصمود «2 من 3»

من قرية في سيراليون خرجت أخيرا من دائرة الصراعات، هناك طالبة اسمها مبالو تاكر (17 عاما)، تشارك في برنامج استشاري تموله مؤسسة التمويل الدولية، يقوم بتعليم الفتيات كيفية صنع الصابون، كأحد سبل كسب العيش، وحماية المجتمعات المحلية من فيروس كورونا. وتقول تاكر "عندما أكبر، أريد العمل في أحد المصارف ومساعدة أفراد أسرتي، والعمل على تدفق الأموال إلى بلدي ومساعدة شعبي". وعلينا جميعا أن نعمل معا حتى يتمكن الطلاب من أمثالها من إطلاق طاقاتهم الكامنة ومساعدة مجتمعاتهم على التعافي. ومن ثم، علينا في هذا اليوم الذي يصادف يوم إنهاء الفقر، أن نلتزم بمضاعفة جهودنا، فضلا عن اتخاذ إجراءات لمعالجة هذه الأزمة وتسريع وتيرة إنجاز أجندة التنمية التي لم تنجز بعد.
وسيكون للطريقة، التي يتصدى بها العالم لهذه الأزمة، أثر مباشر في حياة الناس، مثل شونا وعائلتها، ومبالو وملايين آخرين. ورغم أن هذه الجائحة تشكل تحديات فريدة من نوعها، فإن التاريخ يبين أن العالم قادر على التغلب على الأزمات التي تبدو مستعصية على الحل عندما تتعاون الدول وتتضافر الجهود. ويعد الانخفاض المطرد في معدلات الفقر المدقع على مدى 25 عاما الماضية، مثالا قويا على ما يمكن للمجتمع الدولي أن يحققه من خلال تضافر الجهود.
وفي إطار تصدينا لهذا الثالوث الخطير - كورونا والصراعات وتغير المناخ - ينبغي أن تكون الأولوية الأولى لإنقاذ الأرواح واستعادة سبل كسب العيش. وقد تم بالفعل تنفيذ بعض السياسات اللازمة لتحقيق ذلك، مثل أنظمة الحماية الاجتماعية، فقد تحرك حتى الآن أكثر من 55 بلدا، مثل البرازيل وإندونيسيا، بوتيرة سريعة لتوسيع نطاق برامج التحويلات النقدية من الحكومة إلى الأفراد. وفي حالات أخرى، يمكننا مساعدة الدول على تصميم جهود التصدي وفقا لاحتياجاتها الفريدة. ففي هايتي، على سبيل المثال، قدم البنك الدولي تمويلا لتحسين أعمال الفحص والاختبارات والعلاج، فضلا عن الوقاية من انعدام الأمن الغذائي من خلال المحافظة على الإنتاج الزراعي.
وحتى يتسنى تحقيق تعاف يساعد الجميع على الصمود في وجه الصدمات، على العالم أيضا مواصلة التغلب على التحديات التي تواجه منظومة التنمية. ولما كانت التحديات المقبلة تجعلنا نستشعر مدى تواضع إمكاناتنا، ونواجه عديدا من أوجه عدم اليقين والغموض، علينا المضي قدما والإقرار بحاجتنا إلى المرونة وتعديل نهجنا، وتصحيح أنفسنا. وهذا ما نفعله في البنك الدولي.
ويقدم تقرير الفقر والرخاء المشترك، تقييمات تستند إلى أدلة وشواهد حسب المنطقة والبلد المعني فيما يتعلق بمجالات الأولويات التي ستختلف من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى. واتسمت استجابة البنك الدولي بالسرعة والجرأة، كما قدم التمويل والمعارف التي تسترشد بها استجابات الدول المتعاملة معه على مستوى السياسات، وتفعيل برامج الإغاثة الصحية والاقتصادية في حالات الطوارئ في هذه الدول... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي