Author

عودة العمرة

|
أقر مجلس الاقتصاد والتنمية، الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة الحج، الذي صدر متزامنا مع الموافقة السامية على عودة العمرة. خبر انتظره الجميع بفارغ الصبر. تعود ممارسة مناسك العمرة في وقت لا تزال جائحة كورونا مسيطرة على القرارات، ومؤثرة في ردود أفعال كل دول العالم.
تعود العمرة بحلة جديدة، وأسلوب مختلف، يتضمن في أساسه وثناياه وكل فواصله التأكد من سلامة ممارسي هذه الشعيرة العظيمة. معرفة جميع الاحتياطات التي ستكون ضمن متطلبات العمرة، أمر لازم لكل من ينوي التوجه للمسجد الحرام من أي مكان أتى.
عودة العمرة، تؤكد الاهتمام العظيم الذي توليه المملكة لتمكين الناس من ممارسة شعائر هذا الدين العظيم، والكم الكبير من الاحترازات التي ستسيطر على كل ما يتعلق بالمعتمر، وكل من يخدمونه وهم كثر. هذه الأهمية الراسخة، ليست سوى تجسيد للمفاهيم الأساس، التي بنيت عليها هذه الدولة وهي التي مكنتها من السيادة، والبقاء، وكسب قلوب المسلمين في كل بقاع الأرض.
يبقى الدور المهم، الذي يجب أن يكون نصب عين كل من يريد أن يتوجه لأداء هذه الشعيرة، وأهم ما فيه الالتزام بحسن المعاملة، الذي يحتاج إليه كل قاصد لبيت الله، فالمسلمون الذين يتوجهون للقبلة نفسها خمس مرات كل يوم، هم جسد واحد، وما يهم أي عضو في هذا الجسد؛ لا بد أن يكون في مصب اهتمام البقية. من هنا تأتي أهمية التنسيق المسبق، والتأكد من توافر الشروط، واستمرار توافرها في كل من يحصل على التصريح من خلال "اعتمرنا"، وهو التطبيق المخصص للعمرة.
يلزم أهل مكة، وهم المضيفون لكل من يأتي إلى زيارة أم القرى، أن يكونوا أكثر ترحابا، وإتاحة للمجال لمن يأتون من مناطق بعيدة، وهم على مر العصور من حفظ الود وإكرام ضيوف بيت الله الحرام. يتجسد هذا الأمر في كثير من الممارسات المهمة التي لا بد أن تكون أساسية لدى الجميع ومن ضمنها، الابتعاد عن الازدحام المروري، الذي سيتسبب فيه قدوم أعداد مختلفة من الناس من كل مكان، لعل أهم الوسائل، هو استخدام الطرق البعيدة عن منطقة الحرم، وكذا التسوق في مواقع أقل اكتظاظا، ومنح الفرصة لضيوف البيت الحرام، ليكونوا أقرب للحرم خلال الفترة المحدودة لوجودهم في مكة.
نسأل الله أن يتقبل من عباده، وأن يزيل هذه الغمة، ويديم علينا نعمه.
إنشرها